عيد العرش المجيد: مسيرة متجددة لمملكة تصون الثوابت وتستشرف المستقبل

احتفل الشعب المغربي هذه السنة بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، وهي مناسبة وطنية متجددة لتجديد البيعة وإبراز التلاحم العميق بين العرش العلوي والشعب المغربي. ويستحضر المغاربة خلالها دور جلالة الملك محمد السادس كرائد للتنمية وباني المغرب الحديث، في إطار رؤية تجمع بين الحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة والانفتاح الإيجابي على العالم.
إنجازات كبرى وطموحات ممتدة نحو مغرب 2030
يأتي الاحتفال بعيد العرش هذه السنة والمملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم «مغرب 2030»، عبر أوراش استراتيجية ضخمة شملت تطوير الصناعات المتقدمة مثل صناعة السيارات والطائرات، وتوسيع البنية التحتية من خلال مد شبكة القطار فائق السرعة وبناء موانئ عالمية تنافس الأكبر في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.
كما شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة دينامية اقتصادية غير مسبوقة، تمثلت في جذب الاستثمارات الاستراتيجية في مجالات الطاقة المتجددة واللوجستيك والسياحة،ما يعزز موقع الصحراء المغربية كبوابة استراتيجية نحو إفريقيا وجسر للتعاون جنوب-جنوب.
نجاحات دبلوماسية تعزز السيادة وتدعم التنمية
في السياق الدبلوماسي، رسخت السياسة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس مقاربة الانتقال من الدفاع إلى المبادرة في ملف الصحراء المغربية،حيث نجحت المملكة في إقناع دول كبرى – بينها الولايات المتحدة الأمريكية-فرنسا-بريطانيا-إسبانيا-البرتغال ودول إفريقية وآسيوية أخرى – بدعم مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد جدي وواقعي للنزاع المفتعل تحت السيادة المغربية.
وبفضل هذه النجاحات، تحولت الصحراء المغربية إلى فضاء استثماري واعد، وبوابة تنموية حقيقية لشعوب إفريقيا،وفق رؤية الملك التي ترتكز على مبدأ «رابح – رابح»، بما يعزز مكانة المملكة كقوة إقليمية تحترم الشراكات وتدافع عن مصالح القارة السمراء.
التزام أصيل بالسلام ومحاربة التطرف
ورغم الأزمات الدولية والصراعات الإقليمية،تواصل المملكة بقيادة جلالة الملك دعم روح الحوار والسلام والدفاع عن القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين،مع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي سياق محاربة التطرف واصلت الأجهزة المغربية إحباط مخططات الجماعات الإرهابية وفضح ممارسات جبهة «البوليساريو» الانفصالية المدعومة من بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة.
نموذج تنموي يلهم القارة
ورغم التقلبات الاقتصادية العالمية، يفرض المغرب نموذجه التنموي بوتيرة سريعة من خلال إصلاحات هيكلية في القطاعات الحيوية،وإطلاق برامج لتوفير فرص الشغل وتحسين ظروف العيش،أبرزها تعميم التغطية الصحية الإجبارية لفائدة ملايين المغاربة،بما يعكس إيمان الملك بأن المواطن يظل في صلب كل السياسات العمومية.
عيد يتجدد فيه العهد نحو المستقبل
يأتي عيد العرش هذا العام ليؤكد مرة أخرى أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس يواصل مسيرة بناء وطن حديث،متجذر في تاريخه وقيمه منفتح على العالم،وطموح إلى مستقبل أفضل لشعبه وللقارة الإفريقية جمعاء. إنها مناسبة وطنية لتجديد العهد على الاستمرار في درب التنمية وترسيخ المغرب كنموذج في الاستقرار والوحدة والتقدم.



