تدريس “الهيب هوب” في مدارس المغرب يثير نقاشًا بين مؤيد ومعارض

أثارت خطوة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربية نحو إدراج تدريس “الهيب هوب” و”البريكينغ” في المؤسسات التعليمية جدلًا واسعًا بين الفاعلين التربويين والمهتمين بالشأن التعليمي.
فقد أعلنت الوزارة عن تنظيم دورة تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية والرياضية لإعداد مكونين جهويين في هذه الأنواع الرياضية، وذلك بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب والأساليب المماثلة وبتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية.
ورغم أن الوزارة أوضحت أن هذه الخطوة تأتي “انسجامًا مع التوجه الاستراتيجي الرامي إلى دعم قدرات أساتذة التربية البدنية والرياضية في مختلف الأنواع الرياضية”، إلا أن المذكرة التي وجهتها الوزارة لمديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لاقت ردود فعل متباينة.
– تحفظ أخلاقي وتخوف من عدم تكافؤ الفرص:
اعتبر البعض أن تدريس هذه الرياضات يمثل “تبعية عمياء”، وأثاروا تخوفهم من “إمكانية تخليف ذلك تداعيات على أخلاق التلاميذ”. وفي هذا السياق، أعرب رضوان الرمتي، فاعل تربوي وممثل المتصرفين التربويين بوزارة التربية الوطنية، عن تحفظه، مشيرًا إلى أن “رياضة الهيب هوب أساسًا تُقابل بكثير من التحفظ من لدن جزء مهم من المغاربة؛ بالنظر إلى ارتباطها بلباس معيّن وحركات مُحددة يعتبرها البعض أحيانا لا تمت إلى الرجولة بصلة”، وتساءل عن منطقية تلقين المدرسة لمثل هذا النوع من الرياضات في ظل ما تعانيه المؤسسات التعليمية من “تراجع الوازع الأخلاقي لدى التلاميذ”.
كما أشار الرمتي إلى مسألة عدم تكافؤ الفرص، موضحًا أن “هذه الرياضة التي سيتم تكوين أساتذة التربية البدنية فيها لن تكون معممة؛ ما يعدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ على الصعيد الوطني”، وأن عدد الأساتذة والمفتشين الذين سيتم تكوينهم لن يغطي كافة أنحاء المغرب.
– تأييد مع تحفظ على طريقة الإدماج:
في المقابل، رأى البعض الآخر أن إدماج أي رياضة ذات فوائد صحية وسيكولوجية على المتمدرس أمر إيجابي، مع التأكيد على أن ممارستها تبقى اختيارية للتلميذ بما أنها لا تندرج ضمن المنهاج الرسمي للتربية البدنية.
من جهته، ميز جمال شفيق، خبير ومفتش تربوي مركزي سابق، بين التربية البدنية المؤطرة بالمناهج الرسمية والأنشطة الرياضية الموازية. ورأى أنه “من حيث المبدأ، لا يوجد إشكال في إدخال رياضات جديدة في المنظومة التربوية إذا كانت مهمة وذات فوائد صحية وسيكولوجية على الممارس/ التلميذ، شريطة أن تعمل الوزارة على توفير الشروط اللازمة”. وأكد على أهمية أن تظل المدرسة المغربية منفتحة على جميع أنواع الرياضات مع إبقاء حرية الاختيار للتلميذ في الأنشطة الموازية.
وشدد شفيق على أنه إذا كانت هناك جهة تدعم التكوين في رياضة معينة وتوفر التمويل والتجهيزات وكانت هذه الرياضة تقدم إضافة للتلميذ، فلا يوجد مشكل في ذلك، مشيرًا إلى أن المقاربات الحديثة في التربية والتكوين تراعي الدمج بين تطوير النمو الفكري والاجتماعي والعاطفي والجسدي عبر الرياضة.
– فوائد متعددة للهيب هوب:
يُشار إلى أنه بالإضافة إلى الفوائد البدنية، فإن ممارسة التلاميذ لـ “الهيب هوب” تنطوي على فوائد نفسية كتقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية، وفق متخصصين.
ويبقى النقاش مفتوحًا حول كيفية إدماج هذه الأنواع الرياضية بشكل يراعي القيم التربوية والأخلاقية ويوفر تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ.



