
استعرض عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن الأسبق، رؤية المغرب حول تطوير الهيدروجين الأخضر وأهمية تعميق التعاون مع موريتانيا أمام نخبة من الخبراء ومسؤولين حكوميين وممثلين عن القطاع الخاص والباحثين والطلبة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط في الفاتح من فبراير الجاري.
وأكد رباح في محاضرة ألقاها حول “الهيدروجين الأخضر في أفريقيا: موريتانيا والمغرب نموذجا”، نظمها المعهد العالي لمهن الطاقة بموريتانيا -أكد- أن المغرب وموريتانيا يتمتعان بمزايا كبيرة تؤهلهما للعب دور ريادي في هذا المجال، لا سيما بفضل مواردهما الطبيعية الغنية كالرياح والطاقة الشمسية.

وقال عزيز رباح، “أن المغرب أطلق خارطة طريق للهيدروجين في عام 2020، تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في هذا المجال، وتطوير البنية التحتية اللازمة لتخزين ونقل الهيدروجين، وإنشاء شراكات دولية لتعزيز مكانة المغرب كمركز للطاقة الخضراء.
وأضاف رباح أن موريتانيا تتوفرعلى إمكانيات هائلة في مجال الطاقات المتجددة، خاصة الرياح والطاقة الشمسية، والتي تجعلها وجهة جذابة للاستثمارات في الهيدروجين الأخضر. وأشاد بالجهود التي تبذلها السلطات الموريتانية لإعداد استراتيجية وطنية للطاقة، تتماشى مع التوجهات العالمية نحو تقليل البصمة الكربونية.
وأضاف الوزير الأسبق،” أن الهيدروجين الأخضر، المنتج عبر التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقات المتجددة، سيلعب دورًا حاسمًا في خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.”
وأوضح رباح أن الهيدروجين بات يمثل أحد الحلول الواعدة لتحقيق الانتقال الطاقي العالمي، حيث يمكن استخدامه في مجالات متعددة مثل الصناعة الثقيلة، كإنتاج الصلب والأسمدة، و قطاع النقل، خاصة في تشغيل الشاحنات والحافلات والسفن، و تخزين الطاقة، ما يعزز استقرار الشبكات الكهربائية.

وفي السياق ذاته، كان المغرب وموريتانيا وقعا، يوم 23 يناير 2025 بالرباط، مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير الشراكة في قطاعي الكهرباء والطاقات المتجددة. تشمل هذه المذكرة تنفيذ مشاريع لتزويد القرى بالكهرباء، وتعزيز مبادرات الطاقة النظيفة، وتوحيد الأنظمة الكهربائية القياسية بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتقنيات وتعزيز الكفاءات البشرية من خلال برامج تدريبية مشتركة.
وأظهرت دراسة صادرة عن بنك الاستثمار الأوروبي والاتحاد الإفريقي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية أن المغرب وموريتانيا يمتلكان إمكانيات طبيعية تؤهلهما لإنتاج 7.5 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2035، مع إمكانية تصديره إلى أوروبا.