عائلات الأسرى الفلسطينيين في انتظار الإفراج عن ذويهم وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل

في ظل استمرار الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحماس، تتصاعد آمال عائلات الأسرى الفلسطينيين في الإفراج عن ذويهم، بينما تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن تنفيذ بنود الاتفاق. و في مشهد يعكس معاناة طويلة، غادرت شيرين الحمامرة، شقيقة الأسير عز الدين الحمامرة، بلدتها حوسان قرب بيت لحم في الساعة 5:30 بتوقيت غرينتش يوم السبت، متجهةً للقاء شقيقها المحكوم بتسعة مؤبدات والمحتجز منذ 21 عامًا.
و أعربت شيرين عن خيبة أملها قائلة: “كنا نأمل أن يتم الإفراج عن عز الدين وأصدقائه، لكننا صدمنا، كالعادة، بطريقة تعامل الاحتلال – إيذاء العائلات وتعذيبهم وتعذيب الأسرى”. و قال أديب الصيفي، والد الأسير أحمد الصيفي المحكوم عليه بالسجن 20 عامًا والمحتجز منذ 16 عامًا، إنه ينتظر هذا اليوم منذ 16 عامًا. و أضاف: “نظل نأمل أن يحدث ذلك قريبًا. هذه المعاناة اليوم هي استمرار للمعاناة التي تحملناها على مر سنوات سجنه”.
و في المقابل، انتقدت إسرائيل ما وصفته بـ “مراسم تحط من كرامة الرهائن واستخدامهم الساخر لأغراض دعائية”، في إشارة إلى مقاطع فيديو نشرتها حماس تظهر الرهائن في ظروف مهينة. و يأتي هذا بعد تسليم خمسة من الرهائن الإسرائيليين الستة الذين تم إطلاق سراحهم يوم السبت في مراسم صورية، يرافقهم مسلحون ملثمون أمام حشد من الناس، وهو عرض انتقدته الأمم المتحدة والصليب الأحمر ووصفته بأنه قاس.
و من جهة أخرى، اتهمت حماس إسرائيل بانتهاك اتفاق الهدنة، حيث صرح المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع بأن بنيامين نتنياهو “يتعمد المماطلة”. و لم ترد الحكومة الإسرائيلية على أسئلة حول تأخير الإفراج عن الأسرى.
و من المقرر أن يشمل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين 620 أسيرًا، من بينهم 151 يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد أو أحكامًا أخرى بتهمة تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين. و وفقًا لمكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، سيتم ترحيل ما يقرب من 100 أسير. و ذكرت جمعية حقوق الأسرى الفلسطينيين أن من بين المفرج عنهم نائل البرغوثي، الذي قضى أكثر من 45 عامًا في السجن بتهمة قتل سائق حافلة إسرائيلي. و من المقرر أيضًا إطلاق سراح 445 رجلاً و23 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا وامرأة، جميعهم اعتقلوا من قبل القوات الإسرائيلية في غزة دون تهمة خلال الحرب.
و مع بقاء أسبوع في المرحلة الأولى من الهدنة، لم تبدأ بعد المحادثات حول المرحلة الثانية. و تظل آمال عائلات الأسرى معلقة على تنفيذ الاتفاق بالكامل، وسط مخاوف من انهيار الهدنة وعودة التصعيد.



