بركان تودع يسرى.. جرس إنذار في وجه الإهمال! وهل ستتحرك المحاسبة والمساءلة؟

مدينة بركان استيقظت على خبر موجع، رحيل الطفلة يسرى بعد أن جرفتها سيول الأمطار إلى بالوعة صرف صحي مكشوفة. مشهد مأساوي يعكس واقعًا صادمًا لبنية تحتية مهترئة، وصرخة مدوية في وجه الإهمال الذي حصد روحًا بريئة.
في يوم ممطر، حيث تحولت شوارع المدينة إلى سيول جارفة، كانت الطفلة يسرى تمارس حياتها كباقي الأطفال، قبل أن تختفي فجأة وسط تدفق المياه. دقائق مرّت كأنها دهر، حتى اكتُشف أن السيول جرفتها نحو بالوعة صرف صحي تُركت مكشوفة بلا أي علامات تحذيرية. ورغم محاولات الإنقاذ، كانت الفاجعة أسرع.. رحلت يسرى لتترك وراءها ألمًا عميقًا وسؤالًا مريرًا: من المسؤول؟
ما حدث ليس مجرد حادث عرضي، بل انعكاس لوضع كارثي تعيشه المدينة منذ سنوات. البالوعات المكشوفة، قنوات الصرف المتهالكة، والشوارع التي تتحول إلى أنهار مع كل زخة مطر، ليست سوى شواهد على إهمال مزمن. رغم التحذيرات المتكررة من السكان، إلا أن التجاوب ظل ضعيفًا، وكأن حياة المواطنين ليست أولوية.
ما حدث ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجة مباشرة للتهاون والتقصير. المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي يتحملون قسطًا كبيرًا من هذه الفاجعة، فغياب الصيانة الدورية وترك البالوعات دون أغطية هو استهتار صارخ بحياة الناس. الميزانيات تُرصد، والمشاريع تُعلن، لكن الواقع يثبت أن التنفيذ غائب والمتابعة منعدمة.
أين هي المساءلة؟ أين هو الحس بالمسؤولية؟ كم من يسرى أخرى يجب أن نفقد حتى تتحرك الجهات المعنية بجدية؟
رحيل يسرى يجب أن يكون نقطة تحول.. يجب أن يدفعنا جميعًا – مسؤولين ومواطنين – إلى المطالبة بإصلاح حقيقي، ومحاسبة كل من قصّر في أداء واجبه. لا مجال للتهاون بعد اليوم. الأرواح ليست مجرد أرقام، والوجع الذي خلفته هذه الفاجعة يجب أن يُترجم إلى قرارات جادة على الأرض.
اللهم ارحم يسرى واجعلها من طيور الجنة.. وارزق أهلها الصبر والسلوان.



