أخبارأخبار سريعةإفريقيا

سلطان عمان يزور الجزائر تحت شعار مغربية الصحراء موقف ثابت

من المقرر أن يحل سلطان عمان هيثم بن طارق يوم الأحد المقبل بالعاصمة الجزائرية، وذلك تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وتأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه الجزائر إلى انفتاح أوسع على دول الخليج، بينما تواجه عزلة إقليمية ودولية متزايدة وتوترًا في علاقاتها الخارجية مع بعض الشركاء الغربيين.

وأعلنت وكالة الأنباء العمانية أن الزيارة ستشهد “بحث كافة جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى المستويات التي تلبي الغايات المنشودة في جميع المجالات”، بالإضافة إلى “التشاور والتنسيق بين القيادتين بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وتأتي الزيارة بعد فترة وجيزة من تأكيد سلطنة عمان التزامها بدعم وحدة المغرب وسيادته على كافة أراضيه، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. ويُرجح أن تتجنب الجزائر إثارة هذا الملف خلال الزيارة حرصًا على عدم تعكير صفو العلاقات الثنائية، وأن تركز على تعزيز التعاون مع مسقط كبوابة لفتح منافذ أوسع لتنويع الشركاء وتجاوز حالة التوتر في علاقاتها مع دول الخليج عمومًا.

من غير المتوقع أن تخرج سلطنة عمان عن الإجماع الخليجي وموقفها الثابت الداعم لمغربية الصحراء أو أي ملف آخر يشهد خلافًا مع الجزائر. تاريخيًا، شهدت العلاقات الجزائرية الخليجية تقلبات بين التقارب والفتور، بسبب اختلافات في وجهات النظر حول قضايا رئيسية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، حيث تدعم دول الخليج، بما فيها سلطنة عمان، سيادة المغرب ووحدته الترابية.

ويتميز موقف سلطنة عمان بثباته ودعمه الواضح للمغرب في قضية الصحراء، حيث أعربت مسقط صراحة عن تأييدها للوحدة الترابية للمملكة واعتبرت مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساسًا جديًا وواقعيًا لحل النزاع المفتعل. كما أشادت بحكمة القيادة المغربية في التمسك بحل سلمي يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية.

وتشير التقارير إلى أن هذا الموقف العماني ليس جديدًا، بل يعود إلى تأييدها للمسيرة الخضراء عام 1975. كما أبدت سلطنة عمان ارتياحها لتطابق رؤى قيادتي البلدين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ونوهت بالدور الريادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس في دعم السلم والأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.

يُرافق سلطان عمان خلال زيارته للجزائر وفد رسمي رفيع المستوى يضم عددًا من الوزراء وكبار المسؤولين. ومن المتوقع أن تركز المباحثات بين الرئيس تبون والسلطان هيثم على سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button