
العالم، راهنا و استقبالا من :استراتيجية (فرق تسد) = تسيطر إلى رهان ( وحد تسد)= تهيمن؟
من سياسة استعمارين: قديم و جديد إلى سياسة تشبيك العالم ( الحزام و الطريق) الإشتراكية الليبرالية؟

ضمن كتابه ( المقدمة) طرح ابن خلدون أطروحة، اشتهرت عنه، عنون بها نصا من أشهر أطاريحه تتحدث عن قاعدة اجتماعيةـ ثقافية تقضي بكون ( المغلوب، مولع، أبدا، بتقليد الغالب) و أثبتت أحداث التاريخ اللاحقة، صحة أطروحته، و تم تدقيقها أكثر، خصوصا من قبل المعلم 3 و مؤسس الحداثة هيجل، و من تبعه بتحسين، حيث كان اكتشاف قارة معرفية جديدة (= مفهوم الإيديولوجيا) أداة لفهم آليات تحقق ذلك، ليس فقط في علاقات الأمم و الدول بل و بين طبقات المجتمع كذلك؟ و لم يحدد الشيخ فيم يكون ذلك؟ هل شاملا، أم فقط في ما يعتبره المهزوم، سر تفوق و انتصار الغالب؟
يحق لنا اليوم، اعتبار ما أقدم عليه الحزب ش الصيني، من إصلاحات لأنظمة الدولة و الإقتصاد … للإنفتاح على آلية السوق، هو من ذات قبيل تقليد الغالب الرأسمالي ( و،م،أ) خاصة، و انتصاراته على إدارات الدول الإشتراكية، و تمكنت الصين بذلك فعلا من تحقيق منجزات مشهودة؟
يبدو اليوم، و كأن ( و،م،أ) تبادر، في عهد ترومب ( المجمع الصناعي المدني) إلى اتخاذ نفس مسار تقليد الغالب الصيني المحدق، و ذلك بالتحول من سياسات ( فرق تسد) إلى سياسة ( وحد تسد) من السيطرة بالسلاح و الحروب، إلى محاولات ( الهيمنة) بأسلحة ناعمة : المنافسة التجارية بالعلم و الإبتكارات التقنية، نظير ما تقدمت به اشتراكية السوق الصينية، و مخططها لتشبيك العالم و توحيد مصالحه و أسواقه، بسياسة ( رابح،رابح) و مخطط ( الحزام و الطريق) الإستثماري التشغيلي، التجاري… الذي يربط مصالح الدول و الشعوب، كما لو أنها، أمة واحدة؟!
لقد انتهى، أو كاد، زمن السيادة، عن طريق اصطناع أو تفجير تناقضات المجتمعات الداخلية،أو ضدا على إرادات دولها،أو بين المستعمرات…بالمؤامرات، و الفتن، و التسليح المغرض، و جمعيات المجتمع ( المدني) و الصحافة ( المستقلة) و الهويات المزيفة و القاتلة، و الفلكلوريات، و الحريات الفردية الأنانية، و محاربة الثقافة و اللغات القومية و الدين و الأسرة… و الأخطر، التوظيف الأديولوجي و السياسي للأديان، خاصة منها الإسلام، خدمة للإستبداد و الإرهاب و أساطير الأولين، و محاربة العلم و الديموقراطية و الإشتراكية…إلخ
يبدو أن أمريكا اليوم، هي في سبيلها لطي صفحة 80 عاما من حكم ( السيئة) للعالم، عن طريق ( فرق تسد) و هي لذلك في سبيلها، للرهان على التعامل المباشر مع إدارات الدول القائمة، و تقليل تدخلاتها في شؤونها الداخلية: تمويلا و توجيها و إثارة و تحريضا…إلخ
و ليس بدون معنى، في هذا الصدد، ما استفاد منه مغربنا، حتى الآن، على مستوى حقه في وحدة شعبه و ترابه و نفس الأمر، حتى الآن، بالنسبة لمن انضووا في صفقة ( التطبيع) مع الكيان ( البحرين و السودان) مقارنة بما كان مدبرا سابقا، من قبل CIA للأقطار الثلاثة، من تفكيك و تقطيع، معلن، بل و سبق الكونجريس أن أقره منذ عقدين؟!
ليس يحدث هذا لأول مرة بالنسبة للأنظمة الرأسمالية، لقد سبق لها أن أخذت ببعض مزايا الأنظمة الإشتراكية، كالتأميم، و الضمان الصحي و الإجتماعي، و مجانية خدمات اجتماعية حيوية و استراتيجية…نظير من توصف بالرأسماليات الإجتماعية في الشمال الأوروبي، خاصة،
جديد اليوم، يكمن في إقدام الدولة الرأسمالية الأعظم، على توسل الإنقاذ بتقليد الإشتراكية، استراتيجيا، في التخلي عن أساليبها الموروثة في التدخل العنيف و الفتنوي… في شؤون العالم، إلى اعتماد المنافسات السلمية في العلم و التقنية و التجارة، و لو بلغت درجة الحصار… و لكن بدماء أقل، أو حتى بدون دماء، فهي أضحت فيها مهزومة، أو تحت تهديد تحولها إلى حروب إقليمية أو عالمية؟!
يقول لينين، عن حق، ( إن الرأسمالية الإستعمارية، تحيا بالحروب، و تموت بالسلام) و هذا هو ما ينتظرها، تدريجيا خلال المرحلة القادمة، إنها راهنا، تحفر، بالسلام، قبرها بيدها؟!
و بالمناسبة، فإنه ليس في ما يبتكره الشعب الصيني ( بدعة) مقارنة إلى مؤلف ( رأس المال) و مؤلفه! بل العكس تماما، فجدلية انبثاق الجديد من القديم، تنطبق عليه، مثلما يصف القرآن بروز الفجر، في الغسق، من حلكة الظلام، و بالعكس في المساء،
الإستثناء، هو ما اضطر إليه الإتحاد السوفياتي، حزبا و جيشا و شعوبا، بقيادة عدو CIA و الرجعيات جميعا رقم 1، المناضل الفذ ستالين، من عودة إلى نمط ( اشتراكية الحرب) مقاومة لحصار رجعيات أوروبا جميعا، بعيد حرب الإمبرياليات 1، ثم خلال حربها العظمى الثانية، نظير تصرف يهود قلعة مسعودة عند محاصرتها (70 ق م) من قبل الرومان/ و نموذج عسكرة ( اسبرطة) في اليونان القديمة، و مدينة الرسول، في صدر الإسلام/ و راهنا في غزة العزة و الكرامة؟!



