
الرجعية دائمًا لديها القدرة على تشويه كل شيء وتفسد كل شيء، لأنها تمتلك أدوات الإشاعة.
أكد السياسي والباحث عبد الصمد بلكبير، أن عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة الأسبق، زعيم سياسي نظيف اليد، مثله مثل باقي الزعماء السياسيين الوطنيين كعبد الله ابراهيم، و عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن اليوسفي. ليس له أي تقاعد كما تدعي الرجعية، وعرضت عليه مناصب رفيعة برواتب معتبرة من طرف بعض رجال الأعمال اليهود ورفضها.
أما الوقائع التي أعرفها شخصيًا، يقول عبد الصمد بلكبير، “فهي أن بنكيران، عندما كان رئيسًا للحكومة، اضطر أن يتخلى عن كل شيء.
عبد الإله بنكيران كان يمتلك مطبعة أو جزءًا منها، وتخلى عنها مضطرًا حتى لا يُقال إن المطبعة تستفيد من موقعه. وتخلى أيضًا عن المدرسة، وليس لديه تقاعد لأنه قدّم طلب المغادرة النهائية.
فما هو المورد الذي بقي له للعيش؟ هو البرلمان، لكن التقاعد البرلماني حُرم منه الجميع، والسبب هو عبد الإله بنكيران.
والذين يقولون إن لديه تقاعد كاذبون. والسبب بسيط: أنا لا أمتلك تقاعدًا منذ ثلاث سنوات، وكل جيلنا بسبب بنكيران، كما قلت لك، لا يجد موردًا.
كنت أزوره في أزمته، والتي كانت تضامنًا معه، ليس كشخص، وإنما كمؤسسة أو كرئيس حكومة مؤهل ورئيس حزب مُضطهد.
شخصيًا، كنت دائمًا ضد مثل هذا الواقع، لكن المسألة سياسية وليست شخصية. وفي ذلك الوقت كنت أحس بالحرج. وفي إحدى المرات قال لي: “واش أنا راجل؟ غنسكن عند مراتي؟ وتصرف عليّ؟”
ولم يعد يجد ما يقدمه لضيوفه من شيء، ولا حتى الحلويات. وليس بيده ما يبيعه، لا هو ولا زوجته. زوجته لديها ما تبيعه، ولكن ليس بسهولة في المغرب بسبب الأزمة.

https://web.facebook.com/share/v/1C8twe9hEL/
يبدو لي – ولدي قرائن على ما سأقول ولكنها غير مؤكدة، وهو لم يقل لي – إنما أحسست بأنه كان سيقدم على أمر سيربك الدولة كثيرًا.
جاءت شركات فيها يهود واقترحوا عليه مناصب مُدرة بأكثر من 7 ملايين (درهم)، يعني ممكن يأخذ 30 مليون أو أكثر مقابل أن يكون مجرد صورة ويتم تشويهه، لكنه رفض.

ربما كان سيُقدم على شيء قد يكون فضيحة على الصعيد الدولي… مثل أن يشتغل سائق طاكسي.
وتحدث معي أكثر من مرة، وقال لي: “ماذا سأعمل؟ أنا ماشي أوباما حتى نولي أستاذ جامعي، وماشي بحال كلينتون نكتب كتاب يدرّ عليّ مداخيل. ماذا سأفعل؟”
وطرحها كاستفهام.
حتى إنه طلب من الحزب أن يمنحه 10 آلاف درهم شهريًا بعدما تنازل عن المدرسة، لكنهم أُمِروا ألا يُفعل ذلك.
وفي الوقت نفسه، كان عليه أن يطلب تقاعده من الأمانة العامة للحكومة، الذي يتجاوز 7 ملايين، لكنه رفض أن يطلب، وكان أمله أن يتدخل العثماني نيابة عنه، لكن هذا لم يحدث، فبقيت الأمور كما هي.
وفي وقت معين، أرسل له صاحب الجلالة شخصًا، وقال له: “أنا أتفهم حساسية كرامتك وسنجد حلاً.”
وبقيت الأمور غامضة. وفي الحقيقة، تم إيجاد حل واحد، هو إيجابي وسلبي في نفس الوقت.
إيجابي لأنه لا يحرجه في أن يطلب، حتى لا يُستعمل الموضوع وسيلة للتشهير.
فجاءت المنحة الملكية، التي فيها الجانب السلبي الذي تتحدث عنه الصحافة، والجانب الإيجابي الذي أظهرته جريدة “الصباح”، التي ذكرت رسائل بنكيران وقضية الأجرة، وقالت: “الأجرة التي تُمنح لك اليوم، يمكن أن تُمنع عنك غدًا.”
يعني دائمًا أنت مهدد. لكنها كانت أقل الأضرار، لأن الملك وجد هذا الحل لصالح الجميع.
لنتصور لو أن بنكيران تصرف تصرفًا ما، لينتشر في العالم أن الدولة المغربية ينتهي فيها رئيس حكومة مُنتخب ديمقراطيًا، بأكثر من 130 نائبًا برلمانيًا، ورئيس حزب رقم 1 في المغرب، ينتهي ليتسول، يعني ستكون كارثة وفضيحة كبرى.
ولذلك الدولة المغربية تفادت هذه الفضيحة، وهو أيضًا وصل إلى حل وسط.
ومع ذلك، الرجعية لا تريده أن يتنفس حتى. فموقف بنكيران هو قرينة على أن الرجعية لا تطيق خصمًا لها أو معارضًا.
وأن ما تمتلكه وتتشبث به، ليست مستعدة للتنازل عنه، رغم أنه شخص منهك سياسيًا.
بالنسبة له، الملكية مسألة مبدئية، وكذلك القضايا الوطنية.
لكن الخلاف هو في البعد الاجتماعي، والفساد، والمصالح، إلى آخره…
فهو أظهر، مثل السي عبد الرحمان اليوسفي، وعبد الله إبراهيم، وعبد الرحيم بوعبيد، وغيرهم من الرموز، أنه غاية في النظافة، لم يمد يده إلى درهم واحد.
وإذا كان قد أخطأ، فليس من باب الفساد، وإنما نواياه كانت معلنة لصالح الجماهير.
فالجماهير ليست غبية. والمشكلة في النخبة، لا في الشعب.
الجماهير تعرف مصالحها جيدًا، وكونهم صوتوا لحزبه بتلك النسبة، دليل على أن وعيهم يطابق الواقع”. انتهى كلام السياسي والباحث عبد الصمد بلكبير.



