السبوع الوطني الكبير: كل مولود بخروف… ودوّارة بأسعار الذهب!

في مغرب العجائب، لا يُولد الأطفال فقط، بل تُولد معهم خرفان وأسواق موسمية، وترتفع الأسعار كما لو أن كل بيت أصبح فجأة مستشفىً للولادة الجماعية! في هذا الشهر العجيب، تحوّل المغرب إلى مهرجان ضخم للـ”سبوع”، حيث كل مواطن تلتقيه، تجده يحمل خروفًا صغيرًا أو يسأل عن ثمن “الدوّارة”، وحين تستفسر عن السبب، يبتسم بثقة ويقول: “عندي سبوع!”
الأسواق، بدورها، التقطت الإشارة بسرعة، ورفعت الأثمان بلا رحمة. سعر الخروف قفز قفزة أولمبية، و”الدوّارة” – التي كانت بالأمس مجرد بقايا تُطبخ في الأحياء الشعبية – أصبحت اليوم طبقًا فاخرًا لا يُقدم إلا في الأعراس أو الاجتماعات الوزارية!
ونحن بدورنا ننتظر تدخل عاجل من البرلمان، بتشكيل لجنة استطلاعية للبحث في “أسباب ارتفاع أسعار الدوّارة”، وربما في المستقبل، نسمع عن وزارة جديدة تحت مسمى: “وزارة شؤون السبوع والدوّارة”!
في قلب هذه الكوميديا السوداء، بدأ المواطن البسيط يفكر في الولادة لا كحدث عائلي، بل كمشروع اقتصادي. البعض أصبح يشتري الخروف ثم يختلق “سبوعًا” لتبرير الشراء أمام الجيران والزوجة والمحاسب! أما الأسواق فقد وجدت في هذه الظاهرة ضالتها، وبدأت تقدم عروضًا خيالية: “خروف مع دوّارة، + قنينة عطر المولود، بثمن خاص للسبوع فقط!”
والسؤال المثير للسخرية: هل فعلاً وُلد كل هؤلاء الأطفال في نفس الشهر؟ أم أن هناك موضة جديدة اسمها “سبوع بدون ولادة”؟
وفي خضم كل هذا العبث، يبقى المواطن البسيط يتنفس السخرية ويضحك بمرارة، وهو يمر بجانب محلات الجزارة، حيث سعر الكبدة ينافس الذهب، و”الدوّارة” تُباع كأنها قطع من المجوهرات.
أما نحن، فلا نملك إلا أن نوصيكم بهذه النصيحة المجانية:
إذا أردت شراء خروف في هذا الشهر، فقط قل للناس: “عندي سبوع!”، وستنال احترامهم… وربما أيضًا تخفيضًا بسيطًا في ثمن “الدوّارة”.
وإلى أن تُصدر اللجنة البرلمانية تقريرها الحاسم، نترككم مع هذا المشهد السريالي، حيث السياسة تلاحق “الدوّارة”، والاقتصاد يركض خلف الخروف، والمواطن… يضحك كي لا يبكي!



