“فضاء السعادة” بتازة.. مشروع لتأهيل الباعة الجائلين تحول إلى “شاهد مهجور” على تعثر التنمية
بعد مرور حوالي عقد من الزمن على إنجازه، تحول “الفضاء التجاري للقرب ‘السعادة 1’ لتأهيل الباعة المتجولين بمدينة تازة”، الذي تم تمويله من “صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، إلى أحد أبرز المشاريع “المكتملة المهجورة” في المدينة، وفقًا لما أثاره فاعلون مدنيون محليون تزامنًا مع الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة.
وحسب معطيات حصلت عليها هسبريس وما تم معاينته ميدانيًا، فإن “فضاء السعادة”، الذي أنجز على مساحة مغطاة تبلغ 5400 متر مربع وبتكلفة ناهزت 8 ملايين درهم، لا يزال “مغلقًا” وغير مستغل في تحقيق الهدف الذي أنشئ من أجله، وهو تأهيل وضعية الباعة الجائلين، خاصة في وسط تازة بالقرب من المستشفى الإقليمي ابن باجة. وقد أثار هذا الوضع تساؤلات متجددة لدى المهتمين بالشأن المحلي حول مصير هذا المشروع “الغامض”.
– تساؤلات حول مصير “مليار سنتيم” مهجور
أكد نبيل الريفي، فاعل مدني من تازة، أنه “تزامنًا مع الاحتفال بإنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تازة، فإن السؤال يظل مشروعًا وقائما: لماذا يتم التغاضي عن بناية ضخمة كلفت قرابة مليار سنتيم من ميزانية المبادرة ذاتها وهي مهجورة وسط حي السعادة؟”.
وأضاف أن “هذه البناية المهجورة منذ أكثر من عشر سنوات تحولت إلى نقطة سوداء بطابعها الكئيب وجدرانها الملطخة بالكتابات، في مشهد تتجاور فيه لافتة المبادرة مع رقم حفّار القبور”، معبرًا عن أسفه وتسائله عن حق المواطن التازي في معرفة مصير المشروع ومطالبًا الجهات المعنية بـ “الخروج عن صمتها ومصارحة الرأي العام إن كانت قد عجزت عن اتخاذ قرار جاد بشأن هذا الفضاء المعطّل”.
– تضارب في تحديد المسؤولية
فيما “تحاشى” مصدر من عمالة الإقليم الحديث عن الموضوع مباشرة، موجهًا إلى تقديم طلب خطي للعامل الحالي، أوضح مصدر من “جماعة تازة” مطلع على تفاصيل الملف أن “المشروع تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” خلال الفترة ما بين 2011 و2018، وأن “الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية” في تلك الفترة هي الجهة المنجزة له، وكان الهدف منه إعادة إيواء الباعة الجائلين في وسط المدينة.
ويبقى السؤال مطروحًا حول أسباب عدم استغلال هذا الفضاء التجاري الذي رصدت له ميزانية كبيرة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتحوله إلى معلم مهجور يثير استياء فعاليات المجتمع المدني في تازة.
