أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

تراجع المحور الإفريقي الداعم للانفصال: دبلوماسية المغرب تحصد ثمار الانفتاح والشراكة

تتوالى المؤشرات على تغير جذري في مواقف عدد من الدول الإفريقية إزاء قضية الصحراء المغربية، في ظل تصاعد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي ومستدام للنزاع الإقليمي المفتعل.

فقد أعلنت جمهورية كينيا يوم الاثنين دعمها الرسمي للمبادرة المغربية معتبرة إياها “المقاربة الجادة والوحيدة القابلة للتطبيق” لحل هذا الملف.

جاء ذلك في بيان مشترك أعقب زيارة الوزير الأول ووزير الخارجية الكيني،موساليا مودافادي إلى الرباط،حيث أجرى محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة تم خلالها التأكيد على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

تراجع مستمر للدول الداعمة للانفصاليين

يشكل الموقف الكيني تحولا لافتا نظرا لموقع كينيا السابق ضمن الداعمين التقليديين لجبهة البوليساريو، حيث كانت نيروبي إلى جانب كل من جنوب إفريقيا ونيجيريا من أبرز الأصوات المدافعة عن الطرح الانفصالي داخل الاتحاد الإفريقي.

ومع هذا التراجع يتضح أن المقاربة المغربية التي تقوم على الحضور الاقتصادي والانفتاح السياسي وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الإفريقية بدأت تؤتي ثمارها بفعالية.

وفي نفس السياق، أعلنت جمهورية غانا في وثيقة رسمية صادرة عن وزارة خارجيتها تعليق اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، معتبرة أن هذا الكيان لا يستند إلى أي أسس قانونية أو شرعية دولية.

وهو ما يعكس تحولا تدريجيا في المزاج الدبلوماسي الإفريقي،بعيدا عن الخطاب الإيديولوجي الذي طبع مرحلة الحرب الباردة.

*دبلوماسية براغماتية في مواجهة خطاب متكلس*

نجح المغرب خلال العقد الأخير في بلورة دبلوماسية نشطة ترتكز على الشراكة الاقتصادية والمبادرات التنموية والاستثمار في البنية التحتية الإقليمية ما عزز حضوره في القارة الإفريقية ولا سيما بعد العودة القوية إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017.وعلى النقيض تراجعت الأطروحة الانفصالية بسبب افتقارها إلى الدعم السياسي والاقتصادي الفعال في ظل عزلة متنامية لجبهة البوليساريو وتراجع نفوذ الجزائر على الصعيدين القاري والدولي.

ويؤكد مراقبون أن مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري، الذي يمتد على طول الساحل الغربي لإفريقيا، يشكل أحد أبرز أدوات المغرب الاستراتيجية في تعزيز الشراكات جنوب-جنوب وفتح آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي وهو ما يجعل دولا مثل نيجيريا تراجع موقفها السابق من قضية الصحراء.

توازنات جديدة داخل الاتحاد الإفريقي

أمام هذا التحول المتسارع،لم يتبق من الحلف التقليدي الداعم للبوليساريو سوى عدد محدود من الدول معظمها ناطق بالإنجليزية مثل أنغولا وبوتسوانا وناميبيا وموزمبيق، لكنها باتت تجد نفسها في عزلة وسط موجة دعم متصاعدة للمغرب داخل المنتديات الإفريقية بما في ذلك مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.

ويجمع العديد من المراقبين على أن التحول في مواقف الدول الإفريقية ليس فقط تعبيرا عن تغير في الأولويات السياسية، بل يعكس إدراكا متزايدا بأن الحلول الواقعية مثل مقترح الحكم الذاتي هي الكفيلة بضمان الاستقرار والتنمية، بعيدا عن منطق التجزئة والتصعيد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button