
في لقاء خاص مع قناة مغاربة العالم(MDM TV)، شدد الوزير الأسبق عزيز رباح على أهمية إشراك المجتمع المدني والنخب المغربية داخل وخارج الوطن في مواجهة التحديات الراهنة، وذلك من خلال مبادرة جديدة اختير لها اسم “الوطن أولاً ودائماً”، والتي تسعى لتكون إضافة نوعية في المشهد الجمعوي والسياسي الوطني، وليس تكرارًا لما هو قائم.
لماذا “الوطن أولا ودائما” الآن؟
يرى عزيز رباح أن المرحلة الحالية دقيقة تتسم بتحولات عميقة يشهدها العالم، والمغرب بدوره يعيش وضعًا معقدًا بين مسار صعودي وتحديات داخلية وخارجية. وهو ما يتطلب، بحسب رباح، دورًا فاعلًا للمجتمع المدني والنخب المغربية، للمساهمة في تعزيز الدينامية الوطنية. ويؤكد: “الدولة القوية لا يمكن أن تصمد ولا أن تصعد بدون مجتمع قوي ومتماسك”.
بخصوصية المبادرة أوضح رئيس جمعية “الوطن أولا ودائما” أن المبادرة ليست بديلًا عن غيرها من التجارب المدنية أو السياسية، بل تسعى لتكون إضافة نوعية.
“نحن نكمل ما هو موجود لا نكرره”، يقول رباح، مشيرًا إلى أن المبادرة تفتح أبوابها لكل من يؤمن بالعمل الجاد والمسؤول في خدمة الوطن وقضاياه.
أربع أهداف كبرى… ورؤية شاملة
أبرز “رباح” الأهداف الأساسية للمبادرة، والتي تتوزع على أربع محاور مركزية:1. الترافع عن المغرب، والدفاع عن قضاياه الوطنية الكبرى، وتسويق حضارته وثقافته المتعددة، التي يجهلها الكثيرون في الداخل والخارج.2. تأطير المجتمع، وخاصة في ظل تحديات تواجه الأسرة والقيم والهويات، بسبب عوامل داخلية وخارجية.3. المساهمة في المسار التنموي، عبر طرح مقترحات ومبادرات جديدة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.4. الاهتمام بالشباب وحاملي المشاريع، من خلال التأطير والمواكبة والدعم، باعتبارهم رافعة أساسية لمستقبل الوطن.
مغاربة العالم في قلب المبادرة في تعليقه على الاهتمام الخاص الذي حظي به مغاربة العالم في الخطاب الملكي، اعتبر رباح أن جلالة الملك قدم تصورا استراتيجيا يقوم على ركيزتين: أولا، تقوية دور مجلس الجالية عبر مراجعة هيكلته ليؤدي أدوارًا عملية واستشارية فعالة، وثانيا، إحداث مؤسسة خدماتية موحدة تنسق بين كافة المتدخلين لتسهيل خدمات الجالية في المجال الإداري والاجتماعي.
الجالية المغربية: كنز وذراع دبلوماسي
أكد رباح على أن مغاربة العالم ليسوا مجردمهاجرين، بل خزان وطني من الكفاءات، مشيرًا إلى أن وجود الجالية في فضاءات استراتيجية كأمريكا، كندا، إفريقيا وغيرها، يجعلها طرفًا أساسيًا في الدفاع عن المغرب وتقديم صورة مشرفة عنه.
ويضيف: “الجالية يجب أن تفرض نفسها في المجال العلمي، السياسي، الاقتصادي. كلما تقوت الجالية في مجتمعاتها، كلما كان ذلك في مصلحة الوطن وأبنائه”.
كما شدد على أهمية توحيد الجهود بين المبادرة وأفراد الجالية في مجالات الترافع والتأطير وتقوية الحضور المغربي على المستوى الدولي.
في الختام، مبادرة “الوطن أولا ودائما” كما يطرحها عزيز رباح ليست مجرد جمعية عابرة، بل رؤية وطنية تنموية شاملة، تفتح الأبواب أمام كل مغربي غيور، سواء في الداخل أو الخارج، للمساهمة الفعلية في ورش بناء مغرب قوي، عادل، متماسك، ومنفتح على طاقاته وكفاءاته أينما كانت.
المصدر:MDMTV



