أخبارالرئيسيةسياسة

حزب التقدم والاشتراكية يشيد بموقف لندن في ملف مغربية الصحراء

أشاد المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بالدينامية القوية والمكتسبات المتتالية التي يَعرفها ملفُّ القضية الوطنية الأولى، على الصعيد السياسي والديبلوماسي الدولي، في اجتماع عقده المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الثلاثاء 03 يونيو 2025، أساساً من خلال تصاعُـــدِ الاعترافاتِ الوازنة بمغربية الصحراء وبوجاهة ومصداقية مبادرة الحُكم الذاتي في كَنَفِ السيادة المغربية والوحدة الترابية لبلادنا، كَحَلٍّ وحيد لهذا النزاع المفتعل منذ نصف قرن.

دينامية وازنة على درب الطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

في هذا السياق، أشاد حزبُ التقدم والاشتراكية بموقف المملكة المتحدة، الدولة الوازنة على الساحة الدولية والعضو الدائم في مجلس الأمن، التي اعتبَرت مقترح الحُكْمِ الذاتي بمثابة الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية من أجل تسوية دائمة للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

و جَدَّدَ المكتبُ السياسي تأكيدَهُ على الأهمية الحاسمة التي يكتسيها تمتينُ الجبهة الداخلية، من أجل المُــــضِـــيِّ قُدُماً في توطيد وحدتنا الترابية. ويقتضي ذلك إعطاءُ نَفَسٍ جديدٍ وأقوى للإصلاح بغاية تحقيق التقدم المنشود في شتَّــــى المجالاتِ الديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية.

وأكد المكتب السياسي، إنَّ هذه المقاربة هي الركيزةُ التي ستُعزز المنحى الإيجابي الحالي لملف قضيتنا الوطنية الأولى على المستوى الديبلوماسي، والصخرةُ التي ستتكسر عليها جميعُ المناورات البائسة والمعزولة لخصوم وحدتنا الترابية، وآخرها محاولة المساس، بمناسبة صياغة تقريرٍ لمجلس الأمن، بأحد الأُسُس التي ينبني عليها التوجُّه العام الحالي للإرادة الدولية، وهي أنَّ “الأطراف المعنية أربعةٌ”. وبالمناسبة فإن الحزبَ يُشيدُ بِــــرَدِّ الفعل الرسمي القوي لبلادنا إزاء تلك المناورة التي يظل أثرُهَا هامشياًّ في ظل زخم المكتسبات الهائلة التي تراكمها بلادُنا على هذا المستوى.

أصداء زيارةِ وفدِ قيادة الحزب إلى فـنزويلا وكوبا

على صعيد الأدوار الديبلوماسية للحزب، نَـــــوَّهَ المكتبُ السياسي بالنجاح البَيِّن الذي حققته زيارةُ الأمين العام، محمد نبيل بنعبد الله، ومسؤول العلاقات الخارجية للحزب، سعيد البقالي، إلى كلٍّ من فنزويلا وكوبا.

بهذا الصدد، وإثر التقرير المفصَّل الذي قُدِّمَ في الموضوع، أشاد المكتبُ السياسي باللقاءات الرفيعة المستوى، وبعُـــمق المباحثات والمناقشات الصريحة، التي أجراها وفدُ قيادة الحزب مع كبار مسؤولي كُـــلٍّ من الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، وحزب الخُـــضر الفنزويلي، والحزب الشيوعي الكوبي، بما من شأنه أنْ يساهم في فتح آفاقٍ أرحب أمام إمكانيات نسج علاقاتٍ وثيقةٍ ومثمرةٍ بين بلادنا وكلٍّ من كوبا وفنزويلا، مبنية على فهمٍ أعمق لمواقف كل بلد وللقضايا الحيوية التي تستأثر باهتمامه.

في هذا الإطار، فإن أبرز المواضيع التي تمَّ تبادُل وِجهات النظر بشأنها، والتباحثُ فيها مع أصدقاء الحزب في كل من فنزويلا وكوبا، شملت الآثار السلبية للإجراءات العقابية المجحفة على الشعب الفنزويلي؛ والحصار المرفوض المفروض على كوبا منذ 65 سنة بشكلٍ جائر، بما له من تداعيات مأساوية على الشعب الكوبي؛ وكذا القضايا الحيوية لبلادنا، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية باعتبارها قضية تحرر وطني؛ وإمكانيات التعاون بين المغرب وهذين البلديْن؛ والعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني؛ والتحديات التي تطرحُها الأوضاعُ الدولية الراهنة.

وقد أثمرت هذه المباحثات، التي أجراها الحزبُ مع الأحزاب اليسارية الصديقة بالبلدين، الالتزامَ المتبادل بتعميق جميع أنواع علاقات التعاون على كافة الأصعدة.

القضية الفلسطينية: تطلع الحزب إلى صحوة أكبر للضمير العالمي

من جهة أخرى، أكد المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، خلال هذا الاجتماع، إدانته الشديدة لاستمرار الكيان الصهيوني، بحكومته اليمينية المتطرفة والعنصرية، في اقترافِ أبشع جرائم الحرب بحقِّ الشعب الفلسطيني بغزة، لا سيما من خلال الاستخدام الـــمَقِيت لسلاح التجويع وعَسْكَرَةِ المساعدات الإنسانية، وعرقلة وصول المدنيين إلى الغذاء والمستلزمات الدُّنيا للبقاء على قيْد الحياة، وذلك بهدف فرض المخطط الخبيث للتهجير القسري.

كما أدان المكتبُ السياسي إصرار الكيان الصهيوني على توسيع نطاق عُدوانِــــــهِ القذر بقطاع غزة، وتقسيم تُرابِ هذا الأخير إلى مناطق مُـقَــطَّـعَــة الأَوْصَال جُغرافياًّ، بغاية الضَّمِّ، وبهدف ترسيم وإِدامَة احتلالِ تُـــــراب القطاع الذي لا يتجزأُ من أرض فلسطين.   

في هذا السياق، فإنَّ حزب التقدم والاشتراكية، المنخرط في كل المبادرات الوطنية والدولية، تَضامُناً مع القضية الفلسطينية وتنديداً بجرائم الكيان الصهيوني، يُـــثَــــمِّنُ التحولاتِ الإيجابية التي تعرفها الساحة الدولية من حيثُ المواقف إزاء العدوان الصهيوني على فلسطين. كما يُعربُ الحزبُ عن تطلُّعِهِ نحو مزيدٍ من تعاظُمِ صحوة الضمير الإنساني عالميا، على المستوييْن الرسمي والشعبي، ونحو خطواتٍ فعلية وأقوى، لأجل الضغط في اتجاه إيقاف البطش والتنكيل الصهيوني بشعب فلسطين، كما هو الشأن بالنسبة للمسيرة الدولية المزمع تنظيمُهَا في اتجاه غزة عبر مصر ما بين 12 و15 يونيو الجاري؛ ولأجل تحقيق الاعتراف الدولي العارم بدولة فلسطين؛ وذلك بأفق تمكين الشعب الفلسطيني من جميع حقوقه الوطنية المشروعة والثابتة.

الفساد آفة مجتمعية باهظة التكلفة في حاجة إلى آليات متكاملة لاجتثاثها 

من جانبٍ آخر، تناول المكتبُ السياسي الموضوع المرتبط بتفجُّـــر ممارسات فاسدة خطيرة تتعلق بالمتاجرة بشواهد جامعية في إحدى كليات جامعة ابن زهر بأكادير. وبهذا الصدد، يندِّدُ حزبُ التقدم والاشتراكية بمظاهر الفساد المُسيئة للتعليم العالي ببلادنا، سواء في القطاع العمومي أو الخصوصي. ويؤكد على ضرورة حماية سُمعة الجامعة المغربية المحتاجة إلى إصلاحٍ حقيقي، وعلى ضرورة حماية سُـــمعة الأساتذة النزهاء، بعيداً عن أيِّ تعميم يُـــسِــــيءُ الى الحقل الجامعي بِـــرُمَّــــتِه.

في هذا السياق، ندد حزبُ التقدم والاشتراكية بكافة تجليات الفساد في جميع مناحي الحياة العامة ببلادنا. ويؤكد على أنَّ الفساد مسألة مجتمعية وقيمية، لها كلفة باهظة، بما يُسائل الدولة والمجتمع والأفراد على حدٍّ سواء. فالفساد آفةٌ تقتضي، إلى جانب المساءلة والردع القضائي، إعمالَ آلياتٍ متكاملة لمحاربتها واجتثاثها، بما في ذلك الآليات المؤسساتية والتشريعية، وآليات اليقظة المواطناتية من قِبَلِ الرأي العام والإعلام والمجتمع المدني وفضاءات التأطير السياسي.  

حول الحياة الداخلية للحزب

أما فيما يتعلق بالحياة الداخلية للحزب، فقد واصَلَ المكتبُ السياسي تتبع تنفيذ مخطط عمل الحزب برسم سنة 2025. وفي هذا الشأن نَوَّهَ بنجاح الأنشطة المحلية التي نظمها الحزبُ وشبيبتُهُ بكل من سلا تابريكت؛ وجهة الدار البيضاء سطات؛ وسيدي البرنوصي بالدار البيضاء.

كما تمت برمجة عددٍ من اللقاءات الجماهيرية التي سيترأسها الأمين العام للحزب، خلال الأسابيع المقبلة، بكل من تاونات، وفكيك-بوعرفة، وابن جرير، وقلعة السراغنة، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة واللقاءات الأخرى التي ستنظمها مختلف هيئات الحزب. وذلك فضلاً عن اللقاء الوطني لمنتخبات ومنتخبي الحزب، بالموازاة مع التئام الدورة السادسة للجنة المركزية، وذلك على التوالي يوميْ 05 و06 يوليوز المقبل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button