جدل حول أداء الركراكي: بين الاعتراف بالإنجازات وهاجس الاستعداد لـ”الكان”

شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وبالأخص فيسبوك، نقاشاً حاداً ومثيراً للاهتمام حول أداء الناخب الوطني وليد الركراكي والمنتخب المغربي. تباينت وجهات النظر بين من يركز على الإنجازات التاريخية وغير المسبوقة، ومن يحذر من المبالغة في الاطمئنان مع اقتراب الاستحقاقات القارية الكبرى.
في تعليق أثار تفاعلاً واسعاً، دافع الإطار الوطني المغربي، محمد فاخر، بقوة عن المدرب وليد الركراكي، مؤكداً أنه “لا يمكن لوم الركراكي على شيء حالياً”. واستند فاخر في رأيه إلى الأرقام الصارخة التي حققها المدرب، مشيراً إلى فوزه في 12 مباراة متتالية وتسجيل فريقه 41 هدفاً.
وفي سياق تذكيري بالإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022، قال فاخر إن “التاريخ يتجاهل الأداء، التاريخ يعترف بالأرقام، راه من هنا 50 سنة غيقولو الركراكي ربح 12 ماتش، راه الركراكي وصل لنصف نهائي كأس العالم ومكاينش ليسول على كفاش وصل”، في إشارة واضحة إلى أن حجم الإنجاز يطغى على أي تفاصيل تتعلق بكيفية تحقيقه، ويُعبر عن قناعة بأن ما حققه الركراكي راسخ في الذاكرة الكروية.
وعلى النقيض من هذه النظرة التي قد يصفها البعض بـ”المتفائلة جداً”، قدم حسن فاتح على صفحته الشخصية على فيسبوك تحليلاً مغايراً، مشدداً على أن “الاطمئنان لا يأتي فقط بعدد الانتصارات المتتالية”. وأضاف فاتح أن هناك “مؤشرات أخرى محددة” يجب أخذها في الاعتبار، مثل طريقة الأداء، والانسجام بين العناصر، وقدرة المدرب على الحسم في اختيار التشكيلة الأنسب من بين مجموعة من الأسماء المؤهلة لنفس المركز.
وأبرز فاتح “الهاجس الأكبر” الذي يواجه المنتخب، وهو قرب موعد الاستحقاق القاري الأهم، حيث لم يتبق سوى ستة أشهر على انطلاق كأس إفريقيا للأمم، وهي تظاهرة “نروم الفوز بها، أمام أعتى المنتخبات قارياً”. وأعرب عن اعتقاده بأن الركراكي “لم يستقر بعد على تشكيلة قارة، تقنع، وتعطينا إشارات الاطمئنان، أنها التشكيلة القادرة على رفع التحدي، وتحقيق الحلم”.
واختتم فاتح تعليقه بتحذير مبطن، مؤكداً أن التساؤلات المطروحة “لا تأتي لتبخيس الإنجازات، والتقليل من أهمية الانتصارات، ولكن للتنبيه بأن النوم في العسل لا يكون دوماً مريحاً”، في دعوة صريحة للابتعاد عن الغرور والعمل بجدية أكبر لضمان الاستعداد الأمثل للمنافسات القادمة.
يعكس هذا الاختلاف بين فاخر وفاتح حيوية الساحة الكروية المغربية، والترقب الكبير الذي يلف استعدادات المنتخب الوطني لكأس إفريقيا على أرضه. فبين الاحتفاء بالإنجازات الماضية والتركيز على تحديات المستقبل، يبقى الهاجس الأكبر هو تحقيق الحلم القاري الذي طال انتظاره في المغرب.



