السعدي..اختيار CAF للزليج المغربي هو “انتصار لقضية عادلة”

“شحال قدك من استغفر الله؟” هذا ما ينطبق تماما على كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، الذي يطل علينا دائما بخرجاته وشطحاته غير المفهومة أبدا، والبعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيشه، وتفتقد لجواب يشفي غليل المغاربة الذين فقدوا الثقة في المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية.
كاتب الدولة السعدي المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود ما يسمى “بالحكومة الإجتماعية”، أجاب عن سؤال له في احد البرامج الصحفية عن القفطان المغربي “ربحنا المعركة”، وأضاف لقد أصبح “القفطان المغربي ماركة مسجلة”. “والزليج التطواني ماركة مسجلة”، وأجاب أيضا أن اختيار CAF للزليج المغربي هو “انتصار لقضية عادلة”.
أكيد أننا لا ولن نختلف مع كاتب الدولة في هذا الكلام الجميل المعسول، وأن الحفاظ على الثراث المغربي الذي يعتبر جزءا من الهوية المغربية مسألة ضرورية وجب الانتصار لها، لكن الأمر الذي نختلف فيه مع كاتب الدولة الذي عودنا دائما بخرجاته، التي نشتاق لها أحيانا، لأنها تروح عن النفس وتجعلنا بقدر ما نعيش حالة من السخط، تجعلنا نضحك. أقول مانختلف فيه هو حالة “الهم” الذي نعيشه بسبب سوء تسيير وتدبير الحكومة.
أليس من الأجدر أن يتحدث السعدي عن إنجازات “الحكومة الإجتماعية”، الشعار الذي طالما تغنت به الحكومة في كل المناسبات وعلى مدار 4 سنوات من تعيينها. الشعار الذي “طنطنت” به عقول المغاربة. أين هي الحكومة ونحن نعيش ارتفاعا مهولا في نسبة البطالة المعظلة التي أصبحت بمثابة الشبح المخيف، ظاهرة مجتمعية فشلت الحكومة في إيجاد حل لها، وهنا نتساءل: أين هي مناصب الشغل التي وعدت بها واعتبرتها التزاما بينها وبين الشعب المغربي، أم أنه فقط “خوي الماء فالرملة”؟أين هي الحكومة من الأزمة التي حرمت الشعب المغربي من فرحة عيد الأضحى، أليس من الأجدر أن يتساءل كاتب الدولة السعدي عن الأسباب التي أدت إلى هذا، خصوصا وأن رئيس الحكومة الحالي، هو الذي كان مسؤولا عن القطاع لمدة تزيد عن 15 سنة.
لماذا لم يتجرأ السعدي، ويتحدث عن الأمر ويعتبر قضية عادلة للشعب المغربي ويطالب بمحاسبة ومساءلة المتورطين في هذه الجريمة النكراء..ألم يكن “غلاء المعيشة” الذي يعيشه المواطن المغربي، وتسبب له في القهر، من القضايا العادلة التي وجب على كاتب الدولة في الصناعة التقليدية السعدي أن يرافع من أجلها، ويتحدث عنها بكل جرأة سياسية أولا وثانيا جرأة مواطنة باعتباره مواطنا مغربيا.
لماذا لا يتحدث عن ارتفاع أسعار المحروقات، أم سيتدرعون بالحرب الإيرانية الإسرائلية..؟ لماذا لا يتحدث عن غلاء المواد الاستهلاكية، الخضروات والفواكه، والأسماك وارتفاع أسعار اللحوم البيضاء؟ أما الحمراء فحدث ولا حرج.
نفس الأمر يقال عن قطاع الصحة وقطاع التعليم، ميزانيات ضخمة من أجل الإصلاح، لكن في الواقع لا شيء يوجد، مواعيد لإجراء الفحوصات والسكانير بالأشهر.. غياب تام للمستلزمات الطبية والاستشفائية بالمراكز الاستشفائية الكبرى.. تعليم يزداد سوءا سنة عن أخرى، مدارسة الريادة لم تحقق من الإسم ولو 1% من هذه الصفة، والغريب في الأمر أن وزير التعليم “الأحرار”، قال أن فرنسا تريد أن تأخذ من المغرب نموذج المدرسة الرائدة.. “على من راك تضحك أسيدي؟.”أليست كل هذه الملفات، تصنف ضمن القضايا العادلة التي كان من المفروض أن تشتغل عليها وتحقق فيها إنجازا على الأقل يتماشى والشعار المعسول “الحكومة الإجتماعية”؟



