غارات إسرائيلية مكثفة تستهدف مواقع نووية وعسكرية إيرانية وسط تحذيرات دولية

تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وإيران بشكل دراماتيكي، حيث شن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية سلسلة غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في إيران، شملت مواقع نووية، منصات صاروخية، وبنى تحتية عسكرية. في المقابل، تواصلت الهجمات الصاروخية والمسيرة الإيرانية باتجاه إسرائيل، فيما أعلنت طهران عن تغيير في سياستها الصاروخية نحو الجودة. وقد رافق هذا التصعيد تحذيرات دولية من كارثة شاملة ودعوات عاجلة لخفض التصعيد والعودة للمفاوضات.
– إسرائيل توسع نطاق هجماتها وتستهدف شخصيات بارزة
أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ موجة جديدة من الهجمات الجوية، مؤكداً استهداف موقع نووي في أصفهان، ومنشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي داخل المجمع النووي ذاته، بالإضافة إلى مواقع تخزين أسلحة شرقي طهران ومنشأة عسكرية في شيراز جنوب إيران. وشدد الجيش الإسرائيلي على أنه يستهدف بشكل مباشر منشآت نووية إيرانية ومرافق التخصيب والبنية التحتية الصاروخية، بهدف حرمان النظام الإيراني من إمكانية إعادة بناء قدراته مستقبلاً.
كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي والجيش اغتيال عدد من كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، من بينهم قائد الفرقة الثانية للطائرات المسيرة، والقائد بفيلق القدس سعيد إيزادي، وقائد فيلق فلسطين في مدينة قم. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى إسقاط مسيرة إيرانية في أجواء المناطق الشمالية، مؤكداً اعتراض أكثر من 470 طائرة مسيرة إيرانية منذ بدء الحرب، من بينها نحو 40 طائرة خلال الليلة الماضية.
– إيران ترد بصواريخ دقيقة وتعاني من انقطاع الإنترنت
أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الموجة الصاروخية الثامنة عشرة استهدفت مطار بن غوريون ومراكز عسكرية عدة في إسرائيل، مؤكداً استمرار العمليات الصاروخية والمسيرات بشكل متواصل. وصرح مسؤول إيراني لـ”CNN” بأن طهران غيرت سياساتها الصاروخية، واستبدلت الكمية بجودة الصواريخ، مؤكداً استخدام صواريخ دقيقة وأكثر تطوراً ضد أهداف إسرائيلية.
على صعيد آخر، دخل انقطاع الإنترنت في إيران يومه الثالث وسط تصاعد التوتر، وفقاً لموقع “نت بلوكس”، قبل أن يُعلن وزير الاتصالات الإيراني عن عودة الإنترنت بشكل كامل اعتباراً من الليلة. كما أعلنت وكالة “مهر” عن اغتيال العالم النووي الإيراني إيسار طباطبائي قمشة وزوجته.
– ردود أفعال إقليمية ودولية متضاربة
1. العراق: رئيس الوزراء العراقي يرفض انتهاك الأجواء العراقية واستخدامها في القصف الإسرائيلي، ويعتبر القصف تهديداً للأمن والسلم الدوليين. السفارة الأميركية في بغداد تحذر مواطنيها من السفر إلى العراق.
2. تركيا: وزير الخارجية التركي يحذر من أن إسرائيل تحمل المنطقة إلى كارثة شاملة، داعياً المجتمع الدولي لمنع تفاقم الحرب. أردوغان يصف ما تقوم به إسرائيل بأنه يخالف القانون الدولي، ويؤكد ثقته بانتصار إيران، مشيراً إلى أن الهجمات “نسفت” المفاوضات النووية.
3. الإمارات: مستشار رئيس الإمارات يؤكد أن أي حرب مطولة ستؤدي إلى عواقب وخيمة، داعياً إلى خفض التصعيد والعودة إلى المفاوضات.
4. الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي: أمين عام الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي يحذران من الآثار الخطيرة لاستهداف المنشآت النووية، ويدعوان لضبط النفس والعودة للمسار الدبلوماسي.
5. مصر: وزير الخارجية المصري يدعو إلى تكاتف الجهود لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات، مؤكداً عدم وجود حلول عسكرية للبرنامج النووي الإيراني. الحكومة المصرية تبذل جهوداً إقليمية لوقف الحرب وتوفر احتياجاتها من الغاز.
6. أميركا: إعلام أميركي يفيد بمشاركة ترمب اليوم في جلسة مشاورات جديدة لمجلس الأمن القومي الأميركي. تقارير عن ضغط إسرائيلي قوي على أميركا للتدخل ضد إيران، وتيقن إسرائيل أنها بحاجة واشنطن لتدمير المنشآت النووية العميقة. الجيش الأميركي ينشر خمس مدمرات صاروخية مزودة بدفاع صاروخي في البحر الأبيض المتوسط.
7. فرنسا: ماكرون يتحدث هاتفياً مع نظيره الإيراني، مؤكداً ضرورة تقديم إيران كل الضمانات بأن برنامجها النووي سلمي، وأن فرنسا ستسرع المفاوضات بين أوروبا وإيران، معرباً عن قناعته بوجود مخرج من الحرب وتجنب مخاطر أكبر.
8. الأردن: الأمن العام الأردني يؤكد سقوط مسيرات في مناطق عدة، مخلفة أضراراً مادية محدودة ولا إصابات، ويدعو لاتباع الإرشادات.
9. إيران (تصريحات عراقجي): عراقجي يؤكد أن الأميركيين متورطون بشكل مباشر، وأن إسرائيل ما كانت لتهاجم لولا الضوء الأخضر الأميركي، وأن ترمب يدير الحرب. ويحذر من خطورة التدخل الأميركي. ويرفض المفاوضات تحت القصف، ويؤكد أن طهران لن توافق أبداً على الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم.
– تداعيات وأرقام
أفاد إعلام إيراني بأن الهجمات الإسرائيلية قتلت 430 شخصاً وأصابت 3500 آخرين في 8 أيام. وتمدد إلغاء الرحلات الداخلية والدولية في إيران حتى غد الأحد، بينما نقلت الخارجية الألمانية موظفي سفارتها في طهران مؤقتاً للخارج بسبب الوضع المهدد.



