“نوريا”..أضخم عجلة دوارة ترتفع في رباط الأنوار ب 264 مترا

هل تحول “نوريا” الرباط من مدينة إدارية إلى علامة سياحية عالمية؟
في خطوة جريئة ترسخ الطموح الحضري والثقافي لمدينة الرباط تستعد العاصمة المغربية لاحتضان أضخم عجلة دوارة على سطح الأرض ضمن مشروع مبتكر يحمل اسم “نوريا”،كجزء من برنامج “الرباط مدينة الأنوار،عاصمة المغرب الثقافية” في أفق 2030.
عجلة “نوريا”.. الأعلى عالميا من قلب الأطلسي
وفق المعطيات الأولية،ستبلغ العجلة العملاقة “نوريا” ارتفاعا يصل إلى 264 مترا،ما يجعلها تتفوق على عجلة “عين لندن” الشهيرة (135 مترا) و“عين دبي” الأعلى حاليا(250 مترا ) لتتربع بذلك الرباط على عرش المدن التي تحتضن أعلى عجلة ترفيهية في العالم.
وسيشيدهذا المشروع في منطقة “حي المحيط” المطلة على الواجهة الأطلسية،ضمن مشروع متكامل يحمل عنوان “نافذة على المحيط” يهدف إلى تثمين هذا الشريط الساحلي وتطويره عمرانيا وسياحيا وربطه بباقي أحياء العاصمة ضمن رؤية متكاملة للرباط كمدينة مستدامة ومبدعة.
تصميم مستقبلي.. ومعلم بصري جديد
ما يميز عجلة “نوريا” ليس فقط ارتفاعها الاستثنائي،بل كذلك تصميمها المعماري الفريد: شكل بيضوي انسيابي مزود بإضاءة LED ذكية تشبه جلد الأفعى،ما سيحولها إلى معلم ليلي مذهل يمكن مشاهدته من مسافات بعيدة ويضفي على الرباط طابعا بصريا فنيا يعكس جرأة التصميم المغربي المعاصر.
كما ستضم قمة العجلة منصة بانورامية تتيح إطلالات ساحرة على المحيط الأطلسي ووسط الرباط -سلا وصولًاغ إلى نهر أبي رقراق،فضلا عن مطاعم راقية وفضاءات ترفيهية وثقافية من شأنها أن تجعل منها مركزا جذبا للعائلات والسياح والزوار من داخل وخارج المغرب.
استثمار خاص ضخم دون كلفة على الدولة
تبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 260 مليون يورو (ما يعادل 280 مليار سنتيم مغربي)،بتمويل كامل من مستثمرين خواص،في سابقة تؤكد على ثقة المستثمرين الدوليين في مستقبل العاصمة المغربية وبدون أي أعباء على المال العام.
ومن المرتقب أن يوفر المشروع حوالي 500 فرصة عمل مباشرة،إلى جانب آلاف مناصب الشغل غير المباشرة في قطاعات السياحة -المطاعم والخدمات،كما يجري التفكير في ربط العجلة بنظام نقل حضري خاص لتسهيل الولوج إليها وتعزيز موقعها كقطب جذب جديد في الرباط.
الرباط في مسار التحول إلى وجهة عالمية
لا يمكن قراءة مشروع “نوريا” بمعزل عن الدينامية الشاملة التي تعرفها العاصمة المغربية منذ سنوات،حيث تشهد المدينة تحولات عمرانية وثقافية كبرى،شملت تهيئة الواجهات النهرية،بناء المسرح الكبير إعادة تصميم محطات القطار وتحويل الساحات المركزية إلى فضاءات خضراء تفاعلية.
بهذا المشروع الجديد،تواصل الرباط سعيها إلى التحول إلى مدينة ذات إشعاع دولي،تجمع بين الأصالة التاريخية للمدينة العتيقة والابتكار العمراني الذي يضع الإنسان في قلب الفضاء العام.
رمزية المشروع: بين الجمال المعماري والرسالة الحضارية
عجلة “نوريا” ليست فقط معلما ترفيهيا، بل رمز لعاصمة تتجاوز الصور النمطية وتُقدمغ نفسها كوجهة راقية قادرة على منافسة مدن عالمية مثل دبي/سنغافورة أو لندن في مجالات الجذب السياحي والتجارب الحضرية الجديدة.
وفي زمن تتحول فيه المدن إلى علامات سياحية قائمة بذاتها،يشكل هذا المشروع رهانا على الجمال والتنوع والجرأة المعمارية في سبيل تموقع الرباط كمركز للتجربة الحضرية الإفريقية والعالمية معا.



