Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقياالعلوم والتكنولوجيا

اكتشاف ADN يكشف صلة جينية بين مصر وبلاد الرافدين

أظهرت دراسة حديثة نشرت يوم الأربعاء في مجلة “نيتشر” (Nature) أن تحليل حمض نووي يعود إلى آلاف السنين قد كشف عن صلة جينية غير متوقعة بين ثقافات مصر القديمة وبلاد الرافدين. وقد قام الباحثون بتسلسل الجينوم من سنتين لهيكل عظمي لرجل يعود تاريخه إلى حوالي 4800 عام.

يشرح بونتوس سكوغلوند، رئيس مجموعة في مختبر الجينوم القديم بمعهد كريك، العملية قائلاً: “نأخذ بضعة ملليغرامات، لنقل 20 ملليغراماً، أي 1000 جرام من مسحوق صغير من الهيكل العظمي، على سبيل المثال من السن في هذه الحالة، وهي حقاً كمية صغيرة جداً. من المهم جداً بالنسبة لنا ترك الهيكل العظمي سليماً قدر الإمكان للتراث الثقافي، ثم نضعه في سوائل لاستخراج الحمض النووي.”

عُثر على الهيكل العظمي في وعاء محكم الإغلاق، داخل غرفة منحوتة في تلة صخرية في موقع الدفن المصري نويرات. وقد أظهر تحليل اهتراء الهيكل العظمي ووجود التهاب مفاصل في بعض المفاصل أن الرجل كان على الأرجح في الستينيات من عمره، وربما كان يعمل كخزّاف، وفقاً لـ جويل أيريش، عالم الآثار البيولوجي في جامعة جون موريس بليفربول والمشارك في تأليف الدراسة.

عاش هذا الرجل قبل أو بالقرب من بداية عصر الدولة المصرية القديمة، عندما توحدت مصر العليا والسفلى في دولة واحدة، مما أدى إلى فترة من الاستقرار السياسي النسبي والابتكار الثقافي، بما في ذلك بناء أهرامات الجيزة. في نفس الفترة تقريباً، شهدت بلاد الرافدين صعود دول المدن السومرية وظهور الكتابة المسمارية كنظام للكتابة.

يعلق بونتوس سكوغلوند على هذا التطور قائلاً: “إنه لأمر رائع جداً لأن هذا يسمح لنا باتخاذ خطوة كبيرة إلى الأمام في سجل الحمض النووي القديم لمصر. أحد الأشياء التي نحاول إعادة بنائها هو نسب هذا الفرد الذي يمكننا ربط أفراد آخرين عاشوا قبله به. لقد اكتشفنا أن لديه أسلافاً من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. حوالي 80% من أسلافه يتطابقون مع أسلاف أفراد آخرين من شمال أفريقيا نعرفهم. لكن أقرب الأشخاص لدينا هم من المغرب. وبالتالي فهو بعيد جداً عن مصر”.

تُظهر أربعة أخماس الجينوم روابط مع شمال أفريقيا والمنطقة المحيطة بمصر. بينما يرتبط الخمس المتبقي بالجزء الغربي من آسيا الواقع بين نهري دجلة والفرات، والمعروف باسم الهلال الخصيب، حيث ازدهرت الحضارة الميزوبوتامية في تلك الفترة.

وأضاف رئيس مجموعة مختبر الجينوم القديم: “عندما تكون هناك ابتكارات ثقافية أو تكنولوجية، مثل ظهور الزراعة على سبيل المثال، تكون هناك أيضاً حركات سكانية، ينتقل الناس نتيجة لهذه التغييرات المجتمعية واسعة النطاق. وبالطبع، كانت أصول مصر المبكرة، قبل حوالي 5000 عام، حدثاً مهماً وغير عادي حقاً، وسيكون من الرائع أن نتمكن من فهم النسب والتنقل حول تلك الفترة، وبالطبع أيضاً قبل وبعد وأثناء الحضارة المصرية.”

منذ أكثر من نصف قرن، يحاول العلماء تسلسل جينوم المصريين القدماء، مثل هذا الرجل الستيني، الذي عُثر عليه عام 1902، أي قبل 20 عاماً من اكتشاف مقبرة الفرعون توت عنخ آمون عام 1923. وقد صرح الباحثون بأن تحليل عينات أخرى من الحمض النووي القديم ضروري لتوضيح مدى هذه الروابط الثقافية بشكل أكبر.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button