Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فن

الجزرة والعصا

بقلم الاستاذ:مولاي الحسن بنسيدي علي

قالوا: “كلْ الجزرة تكن بخير”، فأكلناها، بل قضمناها بنهم، ولم نسأل: من الذي يلوّح بالعصا خلف ظهره؟

جاءنا متبخترا بنصائح تشبه الوصفات الطبية: “افعل كذا… واترك ذاك… واصبر تصبْ نجاحًا”، وما إن هضمنا نصائحه – أو بالأحرى الجزرة – حتى أخرج العصا من تحت عباءته وراح يجلدنا بها جلدًا حضاريا… باسم المصلحة، والوطن، والتنمية المستدامة!
“عازما ان ينزع قراد الكلاب من الأعناق”

السياسي عندنا لا يدخل بيتك من الباب، بل من ثقب المفتاح، يهمس لك بكلام معسول، يعدك بالماء والعيش الكريم والوظيفة، وبمجرد ما تدلي له بصوتك، تتحول وعوده إلى قنابل دخانية وينعتك بابشع النعوت كالقطيع وبالحمار “مع تفخيم وترقيق حرف الحاء” “وبالحشرة والمكيروب”، ويصبح ظهرك مُلكًا له… يمتطيه كيفما شاء، ويزجره متى شاء، وأنت لا تجرؤ على الصهيل، فقد أكلت الجزرة!

أما أصحاب المال والترف، فقصتهم أدهى وأمرّ…
يعطونك كسرة خبز ويأخذون منك عمرك، يبتسمون لك بعيون لا ترى، ويتكلمون عن “الرحمة” وهم يملكون مصانع تجفيف الدموع.

فلا تلُم العصا إذا صفعتك… فقد صافحتَ الجزرة من قبل.
ولا تشكُ قيدك، إن كنت أنت من صنعه بيديك!

الجزرة ليست دائمًا طعامًا… أحيانًا تكون طُعمًا.
وإذا رأيت من يلوّح بها، فتلفّت جيدًا… فقد تكون العصا وراء ظهره، تنتظر دورها في الحديث.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button