Hot eventsأخبارأخبار سريعةثقافة و فن

الرباط تحتفي بالحكاية والماء في الدورة الـ22 من مهرجان “مغرب الحكايات”

تتواصل بالعاصمة الرباط فعاليات الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي “مغرب الحكايات”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أجواء استثنائية جمعت بين سحر الكلمة، ونبض الموسيقى، وروح التراث اللامادي، تحت شعار يحمل بُعدًا إنسانيًا وبيئيًا عميقًا: “حكايتك ماء، ارويها ترويك”.

وقد افتُتحت الدورة الجديدة مساء الأحد 6 يوليو 2025 من فضاء “باب الأحد” التاريخي، وسط حضور لافت لمهتمي الحكاية الشعبية، وممثلي الثقافة الشفهية من مختلف القارات. المهرجان الذي تشرف على تنظيمه الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي، برئاسة الوزيرة الأسبق نجيمة طاي طاي، تحول خلال الأيام الماضية إلى منصة ثقافية عالمية للتلاقي والتبادل، بفضل تنوع العروض والضيوف.

  • الماء.. بطل الحكاية هذا العام

باختيار “الماء” كموضوع محوري للدورة الحالية، سعى المهرجان إلى إبراز رمزية هذا العنصر الحيوي في المخيال الجماعي الإنساني، واستحضار الأساطير والحكايات المتوارثة عبر ضفاف الأمازون، ونهر الغانج، وقناة بنما، ووُديان الأطلس، وحتى الأزقة القديمة بالمدن المغربية. وتمثل هذه المقاربة البيئية امتدادًا لتوجهات ثقافية معاصرة تُراهن على التراث كمدخل للتحسيس بقيم الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية.

  • ضيوف من القارات الخمس وحضور إفريقي بارز

تُعد دورة هذا العام استثنائية على مستوى الحضور الدولي، حيث حلت جمهورية بنما ضيف شرف رسمي، في خطوة تعكس الرغبة في تعميق الحوار الثقافي بين دول الجنوب. كما شاركت وفود من فلسطين وتونس، إلى جانب العديد من الدول الإفريقية، بما يعزز مكانة المغرب كفضاء للعبور الثقافي والانفتاح على تقاليد الحكي الشفهي في تنوعها العالمي.

وقد أضفى “المسيح المراكشي”، نجم الحكاية المغربية، طابعًا خاصًا على بعض الأمسيات، من خلال عروضه الحكواتية التي تميزت بالعمق والدفء والتفاعل الجماهيري الكبير.

حكايات على ضفاف أبي رقراق

في مشهد فني بديع، انطلقت فعاليات اليوم الثالث للمهرجان من ضفاف نهر أبي رقراق بمدينة سلا، حيث انتقل المشاركون عبر قوارب تراثية في جولة مائية احتفالية وصولًا إلى كورنيش الرباط. هناك، انطلقت العروض من جديد وسط أهازيج إفريقية، وإيقاعات مغربية وعربية، تجاوب معها الجمهور الذي حج بكثافة لعناق الحكاية والموسيقى.

  • التراث في صلب الرسالة

إلى جانب العروض، يحتضن المهرجان سلسلة من الأنشطة العلمية والفنية الموازية، من بينها ماستر كلاس لتكوين رواة جدد، ومائدة مستديرة دولية تناقش موضوع “الماء في المتخيل الإنساني”، كما سيتم خلال هذه الدورة تكريم “الكراب المغربي” كرمز حي للذاكرة الشعبية المرتبطة بالماء، والاحتفاء بأسطورة “إيسلي وتيسليت” من خلال عرض فني خاص.

  • مهرجان من أجل المستقبل

يراهن “مغرب الحكايات” هذه السنة على ترسيخ الحكاية كأداة للعيش المشترك، ووسيلة للحفاظ على الذاكرة الثقافية الجماعية، وتوجيه رسائل بيئية بأدوات فنية تحاكي الروح الإنسانية. ويستمر المهرجان حتى 13 يوليوز الجاري، واعدًا الجمهور المغربي والدولي بمزيد من الليالي الحافلة بالسحر والتنوع والإبداع.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button