جواد الزيات رئيساً للرجاء البيضاوي: نموذج ديمقراطي ومستقبل واعد

مصطفى قنبوعي
في ليلة ديمقراطية بامتياز، أُسدل الستار على الجمع العام الانتخابي لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، ليعلن عن فوز السيد جواد الزيات برئاسة النادي، بعد جولة ثانية حاسمة تنافس فيها مع السيد بوريين، عقب انسحاب السيد حسيبان من معترك التصويت. وحصد الزيات ثقة كبيرة من المنخرطين، حيث تقدم بفارق واسع من الأصوات في الجولة الأولى محققًا 63 صوتًا، ليُعزز موقعه في الجولة الثانية بحصوله على 91 صوتًا مقابل 43 صوتًا لمنافسه بوريين.
إن المتأمل في فلسفة وميكانيزمات هذا الجمع الرجاء، الذي انبثق من أعماق “المعبد الأخضر” واستغرق زهاء عشر ساعات من الحوار والنقاش وتبادل الرأي والرأي الآخر، سيقف على نموذج تطبيقي ومثالي في معالجة الشؤون الداخلية للنادي. فبعيداً عن “غسيل الأسرار” الذي قد تشهده بعض الجموع العمومية وتتحول إلى ساحات للمحاسبة أو حتى حلبة للنزاعات، تميز هذا الجمع بمنظور حضاري يعكس نبل أخلاقيات اللعبة. كان النقاش منصباً بشكل كامل في مصلحة اللعبة، اللاعبين، المسيرين، المؤطرين، المربين، والمنخرطين.
ولأن الرجاء تتميز بتنوع أسماء منتسبيها، من الأطباء والمهندسين والإطارات البنكية والمحامين والأساتذة الجامعيين وذوي الشهادات العليا، بالإضافة إلى حضورها العالمي والعربي والأفريقي، فليس غريباً أن تكون مكونات “أسرة الرجاء” قد اختارت رئيساً لها وفق ما تقتضيه ضرورة حسم مستقبل النادي في أفق الموسم المقبل. وتتطلع الجماهير إلى تحقيق انتظارات كبيرة، تستند إلى قواعد تكريس التنوع والتطوير في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية وإرساء أسس الشركة الرياضية. وهذا يتطلب جلب استثمارات مالية ضخمة بدعم من مستشارين مؤيدين للرجاء، بهدف النهوض بمسار الفريق نحو العالمية.
ليس من المستغرب أيضاً أن يكون اختيار الزيات قد جاء من أعضاء المدرسة الرجاوية من المنخرطين، لما يتمتع به من سمعة كرجل المرحلة الدقيقة من عمر الرجاء. فمهمته الأساسية تتمثل في طي صفحة الموسم الماضي وما تلاها من نتائج لم ترق إطلاقاً بحجم فريق شعبي تزداد شعبيته خارج الحدود، ليبقى سفيراً للكرة المغربية.
الرجاء، التي تحتضن في معبدها الأخضر، وتحديداً في أكاديمية الرجاء، جل الفئات العمرية من الكتاكيت والصغار والفتيان والشباب على مستوى البطولات الجهوية والعصب، تستطيع اليوم أن تفتخر كونها أزاحت كل المطبات في جمع قيل عنه إنه مثال يحتذى به. لقد جمع هذا الجمع قلوب الرجاويين لأجل تاريخ الرجاء العريق، بتاريخ حافل بالألقاب المتعددة في البطولة الوطنية، العربية، الأفريقية، الآسيوية-الأفريقية، والعالمية.
لقد اتفق الرجاويون على منح جواد الزيات ثقتهم المطلقة، مانحين إياه 91 صوتًا، ليختتم بذلك جمعًا عامًا أرّخ لديمقراطية الجموع وفتح صفحة جديدة لنادي الرجاء البيضاوي، يحدوها الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق.



