أخبارالرئيسيةثقافة و فنمجتمع

«مغرب الحكايات» جسرٌ تراثي حكواتي بدبلوماسية مؤثرة ناعمة

شددت نجيمة غزالي طاي طاي، رئيسة الاكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي ومديرة مهرجان” مغرب الحكايات”، وهي تعلن عن افتتاح المهرجان أمام حضور دبلوماسي وازن، كانت فيه سفيرة دولة بانما ضيف شرف النسخة الثانية والعشرون ، وأيضا أمام حضور مميز لوفود من الحكواتيين والرواة يمثلون مختلف دول القارات الخمس، و جمهور غفير-شددت- على” أن «مغرب الحكايات» ليس مجرد مهرجان فني، بل منصة ثقافية وإنسانية تُعيد الاعتبار لفن الحكاية كجسر للتواصل بين شعوب العالم، وفرصة لترسيخ قيم التعايش والانفتاح.”

وأضافت” أن استضافة دولة بنما كضيف شرف تعكس عمق الروابط الثقافية جنوب-جنوب، وتمنح الدورة بُعدًا دوليًا يُعزز مكانة المغرب الثقافية عالميًا.”

نجيبة غزالي طاي طاي رئيسة الأكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي

وقالت الوزيرة الأسبق نجيمة غزالي طايطاي، في نفس الكلمة أن مهرجان “مغرب الحكايات” يحرص على تفعيل الدبلوماسية الموازية التي يضطلع بها المجتمع المدني، والاكاديمية الدولية التي تستقبل سفيرة دولة بناما كضيف شرف، تعزز هذا الجسر التواصلي بين الشعبين البنامي والمغربي وتثمن موقف الجمهورية البنامية من مغربية الصحراء بعد سحبها الاعتراف بالبوليساريو العام الماضي ( 21نونبر 2024)، وفتحها لسفارتها بالرباط، تماشيا مع تعليمات قائدي البلدين جلالة الملك محمد السادس نصره الله ورئيس الجمهورية البنامية.”

ثقافة الماء..من قناة بنما إلى أنهار الأطلس

رئيسة المهرجان تلبس سفيرة جمهورية بناما البرنوص المغربي تكريما لحضورها كضيف شرف

وفي كلمة مؤثرة خلال حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان، عبّرت سفيرة بنما بالمغرب، السيدة إيسبيث كييل مورسيا، و رئيسة الاكاديمية الدولية للتراث الثقافي اللامادي نجينة طاطاي، مديرة مهرجان “مغرب الحكايات” تلبسها “برنوص” التكريم-عبرت- عن اعتزازها باختيار بلادها كضيف شرف، معتبرةً أن “قناة بنما وأنهار البلاد تشكل شريان حياة يجسد الذاكرة الإنسانية والجغرافية التي تربط بين الشعوب”. وأكدت أن “هذا التكريم يترجم عمق الروابط الثقافية بين المغرب وبنما، ويعكس روح الانفتاح والتقارب بين القارات والثقافات”.

و بهذه الاشارات و الرسائل القوية والمؤثرة، تبرز الدورة الثانية والعشرون من المهرجان الدولي «مغرب الحكايات»، الذي تنظمه الأكاديمية الدولية للتراث اللامادي تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. دورة هذا العام، التي تحمل شعارًا ذا بُعد إنساني وبيئي عميق «حكايتك ماء، ارويها ترويك»، كرست حضور بنما كضيف شرف، بما يعكس دينامية العلاقات المغربية البنمية ويفتح آفاقًا رحبة للحوار الثقافي جنوب-جنوب.

الصحراء المغربية… حاضرة في ذاكرة الحكاية

إلى جانب انفتاح المهرجان على ثقافات العالم، يظل التراث المغربي في صلب الاهتمام، خاصة فيما يخص مغربية الصحراء التي تشكل جزءًا أصيلًا من الهوية الوطنية. فبين الحكايات والأساطير الشعبية، يتم إبراز رمزية ارتباط الإنسان المغربي بأرضه، وصمود الثقافة الشفوية في الدفاع عن وحدة التراب الوطني أمام محاولات التشويه أو الطمس.

«الكراب»..ساقي الماء الذي يروي الذاكرة

حكواتيون بساحة باب الأحد بالرباط والكراب يزين خلفية اللوحة الفنية

ومن مظاهر هذا الحضور المغربي الأصيل تكريم شخصية «الكراب»، ساقي الماء الشعبي الذي لا يزال يتجول في الأسواق والساحات المغربية، مرتديًا لباسه التقليدي الزاهي حاملاً ناقوسه الشهير. «الكراب» ليس مجرد بائع ماء، بل رمزٌ تراثي حيّ يجسد علاقة الإنسان بالماء في الثقافة المغربية، ويُعيد التذكير بقيم الكرم والتضامن. وفي تكريمه، يكرّم المهرجانُ الذاكرة المادية للمجتمع المغربي، ليؤكد أن التراث المادي واللامادي يكملان بعضهما البعض في حفظ هوية الأمة.

حكاية تتجاوز الترفيه إلى فتح حوار بين الشعوب

«مغرب الحكايات» هذا العام لم يقتصر على ليالٍ من السرد والعروض الفنية؛ بل قدّم أيضًا ندوات دولية وورشًا أكاديمية حول دور الحكاية في التربية البيئية وصون الذاكرة الجماعية، إلى جانب لقاءات مع حكواتيين ومبدعين من القارات الخمس. حضور بنما كضيف شرف منح الدورة بُعدًا عالميًا، أكد مكانة المغرب كمنصة ثقافية تجمع الشرق والغرب، الشمال والجنوب، في حوار مفتوح بين الشعوب.

ذاكرة تستمر… وقيم تُورَّث

بين أسطورة «إيسلي وتسليت» وحكايات الماء وقصص الرحالة والحكواتيين، يواصل المهرجان حتى 13 يوليوز رسم ملامح مشروع ثقافي متجدد؛ مشروعٌ يجعل من الحكاية جسرًا للسلام، ومن التراث اللامادي أداة للدبلوماسية الثقافية، تُعزّز الوحدة الوطنية وتُعمّق العلاقات بين المغرب والعالم، وفي مقدمتها بنما التي تُشكل هذا العام عنوانًا بارزًا لصداقةٍ تتجدد بالحكاية والذاكرة والماء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button