الذكاء الاصطناعي يوحّد إفريقيا: “الدكتور مدواني” يعزّز التعاون الرقمي بين المغرب وبوروندي

في سياق دينامية التعاون الإفريقي وتعزيز أواصر الشراكة جنوب-جنوب، قام الدكتور محمد مدواني بزيارة رسمية إلى جمهورية بوروندي، حملت أبعادًا استراتيجية تتعلق بمجالات الابتكار الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات في إفريقيا. وتميزت الزيارة بلقاءات رفيعة المستوى ومبادرات مستقبلية واعدة تعكس الانخراط المغربي الفاعل في دفع عجلة التنمية الرقمية بالقارة السمراء.
استُهلّت الزيارة بلقاء رسمي مع السيدة أوكادي نداكايزابا (Ocadie NDACAYISABA)، وزيرة التكنولوجيا الرقمية في جمهورية بوروندي، حيث تم التباحث حول آفاق التعاون المشترك في مجال التحول الرقمي، والرفع من القدرات المحلية في الذكاء الاصطناعي، ودور التكنولوجيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. اللقاء عكس اهتمامًا مشتركًا بضرورة الاستثمار في العقول الإفريقية وتهيئة البنية التحتية الرقمية كرافعة مستقبلية للسيادة التكنولوجية الإفريقية.

وعقب هذا اللقاء، حظي الدكتور مدواني باستقبال رسمي من طرف سعادة السفير المغربي لدى بوروندي، الدكتور عبد الوهاب مختاري، الذي جدد دعمه الكامل لمهمة الدكتور، ووفّر له كافة التسهيلات اللوجستيكية لإنجاح برنامج الزيارة. وأكد السفير على مركزية التعليم والتحول الرقمي في العلاقات المغربية البوروندية، مشددًا على أهمية تمكين الشباب وتبادل التجارب في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي.
وفي محطة أكاديمية لافتة، ألقى الدكتور مدواني محاضرة علمية بالجامعة الدولية في بوجومبورا، ركز خلالها على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لإعادة تشكيل مستقبل القارة الإفريقية، داعيًا إلى الاستثمار في التكوين العلمي والتقني، وتمكين الأجيال الصاعدة من أدوات المستقبل الرقمي.

وشملت الزيارة أيضًا اجتماعات رسمية مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة البوروندية، من بينهم معالي وزير المالية والاقتصاد، السيد نستور نتاخونتويي (Nestor NTAHONTUYE)، والسيد فيرديناند باشيكاكو (Ferdinand Bashikako)، الكاتب العام الدائم بوزارة الشؤون الخارجية، فضلًا عن جلسة عمل مع مسؤولي وزارة الصحة. وتمحورت هذه اللقاءات حول تقوية الشراكة الثنائية وتوسيعها لتشمل مجالات ذات أولوية، على رأسها الابتكار التكنولوجي، الصحة الرقمية، والتعليم العالي.
وأسفرت النقاشات عن اتفاق مبدئي على تأسيس أول مركز ابتكار وذكاء اصطناعي (AI Hub) في بوروندي، بمواكبة تقنية وعلمية من الجانب المغربي، يستهدف تكوين أكثر من 100 ألف خبير في علم البيانات والذكاء الاصطناعي في أفق عام 2030، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية البوروندية لبناء اقتصاد رقمي حديث ومستدام.

تؤكد هذه الزيارة على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة المغربية في مواكبة الدول الإفريقية في مساراتها التنموية، وعلى أهمية التقاطع بين الدبلوماسية العلمية والتعاون الدولي في صناعة مستقبل رقمي مشترك بين دول القارة.



