خبراء.. الإعلام الإفريقي ناقل للخبر وشريك في صناعة المستقبل

احتضنت مدينة وجدة، يوم السبت 19يوليوز2025، ندوة وطنية كبرى تحت عنوان: “الإعلام والتحول في إفريقيا: من نقل الأخبار إلى صناعة التغيير”، نظمتها أكاديمية المستقبل للإعلام والتواصل والحدث الإفريقي، بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، وذلك بقاعة الندوات التابعة لمعهد نوري التقني والعلمي بالإقامة الجامعية الصفصاف.
وقد استهلت أشغال الندوة بتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأكاديمية المستقبل للإعلام والتواصل، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التكوين الإعلامي، وتنظيم الندوات، وتبادل الخبرات بين الصحفيين في العالم العربي والإفريقي.

ووقّع الاتفاق كل من الدكتور أبوبكر إبراهيم أوغلو، الرئيس التنفيذي للشبكة، و الاستاذ الاعلامي عبد السلام العزوزي، المدير العام للأكاديمية، بحضور نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والطلبة، في أجواء احترافية جسّدت عمق الرؤية المشتركة بين المؤسستين.

وفي تصريح بالمناسبة، اعتبرت كريمة العلام، المديرة التنفيذية للأكاديمية، أن هذه الشراكة تشكّل “محطة مفصلية لتعزيز التكوين الإعلامي ومواجهة التحديات المتعددة التي يعرفها المشهد الإعلامي الرقمي بإفريقيا والعالم العربي”.
وقد تميزت الندوة بحضور وازن لعدد من الأكاديميين والخبراء والإعلاميين من داخل المغرب وخارجه، وتطرقت إلى جملة من القضايا الإعلامية الحيوية في سياق التحولات المتسارعة التي تعرفها القارة الإفريقية.

وشملت المداخلات العلمية المبرمجة المحاور التالية:
- “الإعلام والتحول في إفريقيا وأفق صناعة التغيير”، قدمها الدكتور الطاهر بلحضري، مؤكدًا على أهمية استقلالية القرار الإعلامي في السياق الإفريقي.
- “دور إعلام المواطن والمنصات الرقمية الإفريقية”، من تأطير الدكتور هشام كزوط، الذي أشار إلى التحول في الإنتاج الإعلامي نحو اللامركزية والمشاركة التفاعلية.
- “الذكاء الاصطناعي والمسؤولية الإعلامية بين حرية التعبير وأخلاقيات التأثير”، للدكتور هشام المكي، الذي نبّه إلى التحديات الأخلاقية في ظل صعود المحتوى المُولّد آليًّا.
- “الإعلام والتنمية في إفريقيا: نموذج جهة الشرق”، قدمته الدكتورة فاطمة الزهراء البصراوي، مبرزة العلاقة العضوية بين الإعلام والعدالة المجالية.
- “الدعم الإعلامي للدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء من زاوية القانون الدولي”، مع الدكتور خالد الشيات، الذي فنّد المغالطات الإعلامية المروّجة دوليًا.
- “تحديات الرقمنة وخطورة الأخبار الزائفة”، قدّمها الإعلامي عبد السلام العزوزي، مستعرضًا نماذج حية من التضليل الإعلامي وتأثيره على الاستقرار السياسي.
- “الأسس الديونتولوجية والمسؤولية الإعلامية في عصر الذكاء الاصطناعي”، للدكتور مصطفى لمريط، مبرزًا الحاجة إلى مواثيق مهنية جديدة.
- “الإعلام كرافعة للتنمية في إفريقيا: بين الطموح وتعقيد الواقع”، للدكتورة انتصار حدية، التي دعت إلى إعلام قاعدي منخرط في قضايا المواطن الإفريقي.
- “الإعلام في زمن الذكاء الاصطناعي”، قدمها الدكتور حسين الساف، مؤسس شريك لمبادرة SMIAfrica، وقد ركّز على كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار الإفريقية، مع الحفاظ على المصداقية والتحقق من المحتوى.
وقد عرفت الندوة نقاشات معمّقة وتفاعلاً لافتًا من طرف الحضور، الذين عبّروا عن تطلعهم لإعلام إفريقي جديد، يكون قادرًا على نقل هموم المواطن، ومواجهة خطاب الهيمنة الإعلامية، وبناء سرديات تنموية مستقلة.

وفي ختام الندوة، تم تكريم المتدخلين والمنظمين بشهادات تقديرية، تقديرًا لمساهماتهم النوعية، كما عبّر المشاركون عن إشادتهم بحسن التنظيم والمستوى الأكاديمي الرفيع للمداخلات، مجمعين على ضرورة استثمار هذه الدينامية في إنتاج تصورات مستقبلية أكثر عمقًا حول الإعلام الإفريقي.



