Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي: مغرب المبادرات.. من الصحراء إلى الذكاء الاصطناعي

إعداد وتحرير : مصطفى بوريابة

في خضم التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الوطنية والدولية، تبرز معالم مغرب جديد، يراكم الإنجازات على أكثر من واجهة، ويؤكد حضوره كشريك ملتزم وصاعد في محيطه الإقليمي والدولي. فمن دعم متجدد لقضيته الوطنية الأولى، إلى انخراط وازن في مجالات الذكاء الاصطناعي والصناعات التكنولوجية، تمضي المملكة بثبات نحو تثبيت مكتسباتها الاستراتيجية.

ففي السياق الدبلوماسي، جددت جمهورية غامبيا دعمها الصريح لسيادة المغرب على صحرائه، مشيدة بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وحيد للنزاع الإقليمي، فيما عبّر جلالة الملك محمد السادس عن عمق الروابط الأخوية مع مصر بمناسبة الذكرى الوطنية لثورة 23 يوليوز، في رسالة تؤكد ثبات العلاقات الثنائية وتوطيد التعاون جنوب-جنوب.

بالموازاة، كانت العاصمة الرباط مسرحًا لتوقيع بروتوكولات شراكة استراتيجية تروم تعزيز مكانة المغرب في ميادين الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، في وقت تواصل فيه الصادرات الوطنية لقطاع السيارات صعودها، محافظة على ريادتها للسنة الثانية على التوالي، في دلالة على نجاعة السياسات الصناعية وتنامي ثقة الشركاء الدوليين.

وفي سياق دينامية الابتكار، تستعد جهة الدار البيضاء-سطات لاحتضان مركز امتياز في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، بشراكة مع مؤسسات حكومية وخاصة، فيما تم الإعلان عن مشروع كابل بحري استراتيجي سيربط جنوب المملكة بجزر الكناري، في خطوة تعزز السيادة الرقمية وتقرّب المغرب أكثر من قلب أوروبا التكنولوجي.

أما على صعيد العدالة الصحية، فقد بادرت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، بمعية شركة “أسترازينيكا”، إلى إطلاق مشروع طموح لتعزيز الرعاية الطبية للأمراض النادرة، بينما يواصل المغرب جهوده في تحسين خدمات مطاراته، حيث تم تدشين مركز آلي جديد لفرز الأمتعة بمطار محمد الخامس، ضمن رؤية “مطارات 2030”.

وفي مجال السلامة الطرقية، لا تزال الحصيلة المؤلمة لحوادث السير في المدار الحضري تثير القلق، رغم الجهود الأمنية المبذولة التي تُترجم في حجم المخالفات المسجلة، ما يفرض مقاربة جماعية تعزز من ثقافة احترام القانون وتؤمن حياة المواطنين.

كما تستعد السنة الجامعية المقبلة لتطبيق نظام جديد في توزيع المنح الدراسية، يعتمد على “السجل الاجتماعي الموحد” كبوابة إلزامية للاستفادة، بهدف ترشيد الدعم وتوجيهه إلى مستحقيه الفعليين. في المقابل، يشهد الحقل الجمعوي تحفيزًا رقميا من خلال تنظيم “هاكاثون وطني” بشراكة مع شركة “هواوي”، لتسريع رقمنة العمل المدني وتعزيز كفاءات الشباب.

وعلى مستوى التشريع، اختتم مجلس المستشارين دورة أبريل بتقييم إيجابي، حيث أكد رئيسه محمد ولد الرشيد انخراط المؤسسة في التحولات الوطنية الكبرى، في حين شددت رحمة بورقية على ضرورة تسريع وتيرة العمل داخل المجلس الأعلى للتربية والتكوين لمعالجة اختلالات المنظومة التعليمية.

دوليًا، عبّرت الأمينة العامة لـ”الأونكتاد” عن إعجابها بالمسار التنموي المغربي، واعتبرته مصدر إلهام لإفريقيا والعالم، بينما سجّل مؤشر جواز السفر المغربي تقدمًا جديدًا، عاكسًا دينامية دبلوماسية وانفتاحًا وطنيًا بثقة ومسؤولية. كما جددت البرتغال دعمها للمبادرات الأطلسية الملكية، في حين واصل الاقتصاد التضامني توطيد العلاقات بين الرباط وأديس أبابا، من خلال تمكين النساء ودعم التعاونيات.

ومع اقتراب الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، تتوالى شهادات التقدير الدولي، من بينها إشادة اللورد هنري بيلينغهام، الوزير البريطاني الأسبق، الذي اعتبر القيادة الملكية ركيزة تحول المغرب إلى دولة رائدة على مستوى القارة، بمزجها بين التنمية الديمقراطية والتحول الاقتصادي المستدام.

وفي ختام المشهد، يؤكد المغرب التزامه الأخلاقي والإنساني من داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث دعا إلى استجابة منسقة لحماية الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة، واضعًا حقوقهم في قلب أولويات الأمن والسلم بالقارة. وهي رسالة إنسانية وسياسية متكاملة، تعكس إيمان المملكة بأن بناء المستقبل لا يكون إلا عبر الإنصاف، والابتكار، والوحدة.

هكذا يتقاطع البعد الإفريقي مع الرؤية الوطنية، ليؤكد أن المغرب ليس مجرد فاعل عابر، بل صانع حلول ومبادر دائم، ينسج بخيوط الحكمة ملامح مستقبل مشترك، متجذر في القيم، ومنفتح على رهانات العالم الجديد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button