فضيحة مالية تهز الاتحاد الكاميروني: شبهة اختفاء 600 ألف دولار تلاحق صامويل إيتو

في تطور مثير للجدل قد يعصف بصورة أحد أبرز نجوم كرة القدم الإفريقية، كشفت تقارير صحفية كاميرونية عن تورط محتمل لصامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، في قضية اختفاء مبلغ مالي ضخم كان من المفترض أن يُدفع للاعبي المنتخب الوطني كمستحقات عن مباراة ودية جرت في الولايات المتحدة.
وحسب ما أوردته صحيفة Actu Cameroun، فإن المبلغ المعني يصل إلى 600,000 دولار، كان يُفترض أن يتقاضاه لاعبو المنتخب الكاميروني نظير مشاركتهم في مباراة ودية ضد منتخب المكسيك في الولايات المتحدة سنة 2023. إلا أن اللاعبين لم يتلقوا أي دفعة إلى حدود اليوم، ما أثار الكثير من علامات الاستفهام داخل الأوساط الرياضية الكاميرونية والدولية.
الصحيفة ذاتها أكدت أن القضية لم تظل محصورة في الأطر المحلية، بل انتقلت إلى الساحة الدولية، بعد أن تم تقديم شكاوى رسمية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) وإلى وزارة العدل الأمريكية، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال فتح تحقيق دولي موسع لكشف ملابسات هذه القضية التي تضرب في عمق الشفافية داخل الاتحاد الكروي للبلاد.
ورغم أن اسم صامويل إيتو لم يُذكر بشكل مباشر كمشتبه به رئيسي في التقارير الرسمية، فإن موقعه على رأس هرم الاتحاد الكاميروني يجعله مسؤولًا مباشراً عن جميع العمليات المالية ذات الصلة بمباريات المنتخب، ما يضعه تحت دائرة المساءلة العامة، ويضع مصداقية الاتحاد برمته على المحك.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تمرّ فيه الكرة الكاميرونية بتحديات كبيرة على المستويين الإداري والفني، إذ تزايدت خلال الأشهر الماضية الانتقادات الموجهة لإيتو بسبب أسلوبه في تدبير شؤون الاتحاد، خاصة بعد سلسلة من الخلافات مع أطراف متعددة داخل الجهاز الكروي الوطني.
وتجدر الإشارة إلى أن صامويل إيتو، الذي تولى رئاسة الاتحاد الكاميروني في نهاية 2021، كان قد تعهد عند انتخابه بمحاربة الفساد وتحقيق الشفافية داخل المنظومة الكروية، إلا أن هذه الاتهامات تضع الكثير من علامات التعجب حول مدى التزامه بتلك الوعود.
وفي انتظار ما ستسفر عنه تحقيقات الهيئات القضائية الأمريكية، تبقى تداعيات هذه القضية مرشحة للتوسع، لا سيما إذا ما تم تأكيد تورط مسؤولين آخرين أو وجود شبكة فساد أوسع نطاقًا داخل الاتحاد.



