
شهدت الدبلوماسية المغربية انتكاسة ملحوظة في أروقة الاتحاد الإفريقي بعد فشل مرشحتها لطيفة أخرباش، في الحصول على منصب نائب رئيس الاتحاد لصالح مرشحة الجزائر، سلمى مليكة حدادي. هذا الإخفاق يفتح باب التساؤلات حول الاختيارات الدبلوماسية للمغرب واستراتيجياته في الساحة الإفريقية.
التنافس الحاد: مواجهة بين أخرباش وحدادي
دخلت لطيفة أخرباش،رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب،سباق الانتخابات الإفريقية بمسيرة مهنية متميزة محليا ،إذ شغلت مناصب مهمة كسفيرة في بلغاريا وتونس وكاتبة دولة في الخارجية.ومع ذلك لم تتمكن من إقناع الدول الإفريقية بقدرتها على تمثيل المغرب في هذا المنصب الحساس. يعزى ذلك إلى افتقارها للنفوذ السياسي والحضور القوي على المستوى القاري.
في المقابل،قدمت الجزائر مرشحتها سلمى مليكة حدادي،التي تتمتع بمكانة دبلوماسية قوية بصفتها سفيرة لدى إثيوبيا وممثلة دائمة لدى الاتحاد الإفريقي. هذا المنصب مكنها من بناء شبكة علاقات واسعة وتأثير قوي في الأوساط الإفريقية، ما أعطاها أفضلية واضحة في كسب الأصوات خلال سبع جولات من التصويت.
هل أخفقت الدبلوماسية المغربية في اختيار المرشحين؟
توجهت الأنظار إلى وزارة الخارجية المغربية بقيادة ناصر بوريطة،الذي ينتقد لتجاهله الكفاءات المغربية ذات النفوذ القاري في مقابل ترشيح شخصيات أقل تأثيرا على المستوى الإفريقي. هذه الاستراتيجية تذكر بالممارسات الحكومية الأخرى التي تفضل اختيار المقربين بدلا من الشخصيات ذات الكفاءة العالية.
يطرح هذا الإخفاق تساؤلات حاسمة: هل يعود السبب إلى قلة التحضير والإعداد الاستراتيجي؟ أم أن الأمر يتعلق بسوء تقدير للأسماء القادرة على المنافسة القارية؟هل حان الوقت لإعادة النظر في نهج الدبلوماسية المغربية تجاه إفريقيا؟.
نحو استراتيجية جديدة للدبلوماسية المغربية
من الضروري أن تعيد الدبلوماسية المغربية تقييم سياستها الإفريقية والاعتماد على كفاءات تمتلك خبرة قارية وقدرة على التأثير في القرار الإفريقي. هذا يتطلب اختيار مرشحين ذوي نفوذ إفريقي: عبر بناء علاقات طويلة الأمد مع الدول الإفريقية و تعزيز التحالفات الإقليمية: من خلال العمل على ملفات مشتركة تعزز الروابط مع الدول الأعضاء، ثم استراتيجية تواصل فعالة: توضح رؤية المغرب وأهدافه في الاتحاد الإفريقي.
هل حان وقت التغيير؟
يبقى السؤال مفتوحا، هل هذا الإخفاق هو مجرد تعثر تكتيكي أم أنه يعكس حاجة ملحة لإصلاح النهج الدبلوماسي؟ وهل آن الأوان لإعادة النظر في القيادات الدبلوماسية لمواكبة التحديات القارية؟.



