تلغراف: “تمرد صامت” يهدد الجيش الإسرائيلي وسط تزايد رفض الحرب وحالات الانتحار

تشهد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حالة اضطراب غير مسبوقة، وسط تزايد الرفض والاحتجاج على استمرار الحرب في غزة، إضافة إلى ارتفاع مقلق في حالات انتحار الجنود جراء معاناتهم النفسية. وقد وصف تقرير لصحيفة “تليغراف” البريطانية ما يحدث داخل الجيش الإسرائيلي بأنه “بوادر تمرد صامت” يهدد تماسكه.
“حرب أبدية” تخدم أجندة سياسية وتثير تساؤلات الجنود
وصفت مصادر عسكرية إسرائيلية الوضع في غزة بأنه “حرب أبدية بلا نهاية واضحة لا تخدم سوى المصالح السياسية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو”، وهو ما بدأ يثير تساؤلات بين الجنود حول جدوى القتال ومدته. وفي هذا السياق، رفض نقيب في اللواء 933 الاستمرار في خدمته بغزة، ليُعاقب بالسجن 25 يوماً بعدما صرح بأن الحرب “تدار بلا خطة حقيقية وهدفها الوحيد هو إطالة عمر نتنياهو السياسي”.
أزمة نفسية عميقة وارتفاع مقلق في حالات الانتحار
تتفاقم الأزمة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي، فقد سجل عام 2023 17 حالة انتحار، وارتفع العدد إلى 21 في عام 2024، فيما تم توثيق 16 حالة أخرى حتى منتصف عام 2025. تلقت شبكة الدعم النفسي في إسرائيل أكثر من 6000 اتصال من جنود خلال شهر واحد فقط، وفقاً لموقع “والا” العبري.
وأشارت صحيفة “معاريف” إلى أن نسبة الحضور العسكري لا تتجاوز 60% مع ارتفاع حالات “الرفض الرمادي”، وهو مصطلح يشير إلى تهرب الشباب من الخدمة عبر أعذار طبية وعائلية، بينما تزداد رسائل الاحتياط العلنية الرافضة للحرب.
أزمة تجنيد وجاهزية عسكرية على المحك
في محاولة لسد العجز، بدأ الجيش الإسرائيلي يستقطب الجنود عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أما تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) فلا يزال معلقاً بسبب تردد نتنياهو في فرضه خشية خسارة الدعم الديني. يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات أن هذه المؤشرات تنذر بانفجار داخلي في جيش يفقد السيطرة والمعنويات. وأكد أن هذه المشاكل، بما في ذلك الاضطرابات النفسية وحالات ما بعد الصدمة، ستؤثر على الجاهزية العسكرية للجيش على المدى البعيد.
وأشار اللواء عريقات إلى أن جنود الاحتياط، خاصة، لم يعتادوا القتال في بيئة مثل غزة، وأنهم يواجهون هاجس الأسر و”قانون هنيبعل”. كما أنهم يدركون أن قادتهم السياسيين، مثل نتنياهو، ليس لديهم أهداف عسكرية واضحة. واختتم بالقول إن الحرب النفسية والدعائية التي كانت إسرائيل تعتمد عليها، ارتدت الآن على جنودها وضباطها.



