عين الحدث الافريقي: عيد العرش المجيد.. 26 سنة من التقدم المغربي في ظل القيادة الملكية الحكيمة

إعداد وتحرير : مصطفى بوريابة
ويكفي التوقف عند التحولات الجوهرية التي شهدتها قضية الصحراء المغربية في هذا العهد الزاهر، حيث تمكنت الدبلوماسية الملكية، بحكمتها وفعاليتها، من كسب مواقف داعمة من كبريات الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مما كرّس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ورسخ مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية كحل جاد وواقعي.
وإذا كانت القضية الوطنية تحظى بالأولوية في السياسة الخارجية، فإن ارتباط المملكة العميق بفلسطين لا يقل رمزية، وقد برهنت على ذلك جامعة القدس حين نظمت احتفالاً أكاديمياً بعيد العرش، في دلالة على العلاقات التاريخية والروحية المتجذرة بين الشعبين. كما أكدت وزيرة خارجية فلسطين أن الدفاع عن القدس يظل ثابتاً راسخاً في الدبلوماسية المغربية، التي يقودها جلالة الملك، رئيس لجنة القدس.
داخلياً، يواصل المغرب تحصين جبهته الاجتماعية، حيث يشكل ورش تعميم الحماية الاجتماعية محطة مفصلية في بناء الدولة الاجتماعية المنشودة. المدير العام لصندوق الضمان الاجتماعي، حسن بوبريك، شدد على أن تعميم التأمين الإجباري عن المرض مكن ملايين المغاربة من الولوج إلى العلاج الكريم والعادل، فيما أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش عن تأهيل 1100 مركز صحي محلي، مجهز منها 949 مركزًا بالكامل، وارتفاع ميزانية وزارة الصحة بنسبة 65 في المائة، في سياق إصلاحات جذرية تستجيب لتوجيهات صاحب الجلالة.
ومن قلب العاصمة الاقتصادية، انبثقت المنطقة الصناعية “أهل لغلام” المخصصة لصناعات الجلد والنسيج غير الملوثة، على مساحة 10 هكتارات، في خطوة نحو تنمية صناعية مستدامة، بينما شهدت صادرات قطاع الطيران المغربي قفزة تاريخية بنسبة 244 في المائة خلال عقد من الزمن، جعلت من المملكة قطباً لصناعة التكنولوجيا العالية.
أما في عالم الصناعات المتقدمة، فقد أعرب جونغ هون كيم، مسؤول بشركة “هيونداي روتيم”، عن إعجابه الكبير بقدرة المغرب على استقطاب الاستثمارات، مستشهداً بمخططه التنموي المتوازن تحت قيادة جلالة الملك، مؤكداً أن المغرب بات سوقاً استراتيجياً بالنسبة للشركات العالمية الكبرى.
وبينما تمضي المملكة بثبات نحو التحول الرقمي، أعلن رئيس الحكومة عن إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G قبل نهاية السنة الجارية، بهدف تغطية 85 في المائة من السكان بحلول 2030، ضمن استثمار ضخم يناهز 80 مليار درهم.
وبموازاة كل ذلك، تتجلى المكانة الروحية للمغرب من خلال شهادات دولية، كتصريح السفير الهندي السابق الذي اعتبر المغرب فاعلاً رئيسياً في الحوار بين الأديان، ومثالاً في تعزيز التعايش والتسامح ومحاربة التطرف.
وفي أديس أبابا، دعت المملكة إلى إحداث صندوق دولي مخصص للأمن الغذائي في إفريقيا، بما ينسجم مع روح التضامن الإفريقي، التي تؤكدها باستمرار الرؤية الملكية. كما التأم الخبراء بفاس في ندوة علمية لبحث سبل استثمار كفاءات مغاربة العالم، باعتبارها خزائن معرفية وتراثا وطنياً لا يُقدّر بثمن.
ميدانياً، أطلقت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء موسم الأنشطة التربوية لفائدة أبناء المفرج عنهم في قضايا التطرف والإرهاب، تحت شعار “وطن المحبة”، تأكيداً على دور المؤسسة في المرافقة الاجتماعية والإنسانية لهذه الفئات.
وفي طنجة، احتضن المركز الاستشفائي الجامعي أول مجلس إدارة للمجموعة الصحية الترابية، في سياق تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية، بينما تتواصل مشاريع تحلية مياه البحر بالدار البيضاء-سطات ضمن مجهودات الأمن المائي، وسط تأكيد متجدد على تبني الاستدامة والنجاعة.
وفي سياق الاستعداد للاستحقاقات الرياضية الكبرى، أطلق المكتب الوطني للمطارات هويته البصرية الجديدة، انسجاماً مع استراتيجية “مطارات 2030″، التي تعكس انخراط المغرب في مشاريع الإشعاع الإقليمي والدولي.
أما القوات المسلحة الملكية فتتهيأ لإبهار المغاربة بعروض جوية وقفزات استعراضية يومي 30 و31 يوليوز، تحت إشراف فرقة “المسيرة الخضراء”، تخليداً لعيد العرش المجيد.
وفي الرباط، حظي مركز التشخيص والتأهيل السمعي بزيارة مميزة للسيدة الأولى لجمهورية السلفادور، غابرييلا رودريغيز دي بوكيلي، في التفاتة تعكس انخراط المغرب في دعم الأطفال الصم، برعاية مؤسسة للا أسماء.
ورغم مشهد التطور، لا تغيب المآسي، إذ سُجل سقوط طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية بفاس، أسفر عن وفاة ضابطين، فيما تم فتح تحقيق لتحديد الأسباب.
وختاماً، أشادت افتتاحيات الصحف المغربية بالدينامية التي يعيشها المغرب، لا سيما في قطاعات التصنيع، والطاقة المتجددة، والصيد البحري، مؤكدين أن مرحلة جديدة من النهوض قد بدأت، وأن الرؤية الملكية الواضحة تظل حجر الزاوية في هذا البناء الصاعد.
هي إذن مسيرة 26 سنة من الحكم، كتبت فصولها بأحرف من ذهب، عنوانها: التحديث في ظل الاستمرارية، والانفتاح في حضن السيادة، والتنمية تحت راية العرش العلوي المجيد.



