Hot eventsأخبارأخبار سريعةالأنشطة الملكيةالحدث تيفي TVصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي: خطاب العرش 2025.. رؤية ملكية لمغرب المستقبل

إعداد وتحرير : مصطفى بوريابة

في أجواء مفعمة بالاعتزاز الوطني، صدح خطاب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، برسائل واضحة وعميقة تختزل مسيرة ملك وشعب، وتؤسس لمرحلة جديدة من البناء والنهوض التنموي الشامل. ففي مستهل خطابه السامي، جدد جلالته التأكيد على متانة البيعة المتبادلة، والروابط الوجدانية التي لا تزيدها الأيام إلا رسوخًا، مذكّرًا بأهمية الوقوف عند ما تحقق من مكاسب وما ينتظر البلاد من تحديات، مع تجديد الثقة في المستقبل.

وقد أبرز جلالة الملك، برؤية استشرافية، الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها المغرب رغم الإكراهات الدولية والبيئية، حيث أكد أن ما تحقق لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة لاختيارات تنموية صائبة وأسس مؤسساتية صلبة، مكّنت من تحقيق نمو اقتصادي مطرد، ونهضة صناعية غير مسبوقة، ووضع المملكة ضمن نادي الدول ذات التنمية البشرية العالية. في المقابل، شدد جلالته على أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالأرقام فقط، بل بما تتركه من أثر ملموس في حياة المواطنين، مجددا دعوته إلى اعتماد مقاربة تنمية مجالية مندمجة تقطع مع التفاوتات، وترسخ العدالة المجالية والاجتماعية.

في هذا السياق، شكل استقبال جلالته لوالي بنك المغرب مناسبة لإطلاع جلالته على مؤشرات سنة 2024، حيث بلغ النمو الاقتصادي 3.8% وتراجعت نسبة التضخم إلى 0.9%، رغم الظرفية الصعبة. كما صدرت توجيهات ملكية للحكومة بإعداد انتخابات تشريعية نزيهة في موعدها، وتعزيز الحكامة المجالية من خلال برامج تنموية تستجيب لخصوصيات الجهات، وتوحد جهود الفاعلين العموميين حول أهداف واضحة قابلة للقياس.

في المقابل، تستمر المملكة في تكريس بعدها الإنساني والروحي، حيث نفذت وكالة بيت مال القدس الشريف المرحلة الخامسة من الحملة الإنسانية بقطاع غزة، لفائدة العائلات النازحة، في مبادرة تجسد ثبات المغرب في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما قدمت الوكالة دراسات نوعية حول الرقمنة والصحة النفسية بالقدس، تأكيدا على مقاربة شمولية تستحضر الكرامة والتمكين.

وتعزيزا لمقومات التنمية، وقعت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ومجموعة طنجة المتوسط اتفاقية جديدة لتأهيل الكفاءات الرقمية، بينما واصلت المملكة ريادتها في الانتقال البيئي عبر إشادة دولية بكفاءة تدبير مركب نور ورزازات، إلى جانب مساهمتها الطوعية في “صندوق الصمود” الأممي، كأول بلد يلتزم بهذه المبادرة.

وفي سياق الاحتفاء بعيد العرش، أصدر جلالة الملك عفوه الشريف على أزيد من 19 ألف شخص، ووافق على جدول الترقية السنوية للقوات المسلحة، في وفاء ملكي لرجال الوطن، وتقدير دائم لتضحياتهم. كما تلقى المغرب إشادات واسعة من شخصيات دولية بارزة، بينها سفراء وخبراء من الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وإسبانيا، معتبرين أن النموذج المغربي بقيادة جلالة الملك يمثل درسا في الحكامة الرشيدة والقيادة المتبصرة.

وفي إشارة واضحة إلى حرص المغرب على علاقاته الجهوية، جدّد جلالة الملك دعوته الصادقة للحوار مع الجزائر الشقيقة، مشددا على وحدة المصير بين الشعبين، ومؤكدا تمسكه بالاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي لا يمكن تصوره دون انخراط مغربي جزائري مشترك. كما ثمّن جلالته مواقف الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، لا سيما من المملكة المتحدة والبرتغال، داعيا إلى حل سياسي توافقي يحفظ كرامة الجميع.

وهكذا، تتواصل مسيرة التحديث والإصلاح في مغرب اليوم، مغرب يرفض السير بسرعتين، وينشد العدالة في التنمية والكرامة في العيش، تحت قيادة ملك لا يرضى إلا بما يضمن الرفعة والكرامة لكل مواطن. خطاب العرش هذه السنة لم يكن مجرد لحظة رمزية، بل خارطة طريق واضحة لمغرب موحد، مزدهر، منفتح على محيطه، ومتشبث بثوابته.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button