تضارب العوامل الاقتصادية والسياسية يوقف أسعار النفط العالمية

شهدت أسعار النفط العالمية اليوم استقرارًا ملحوظًا، في ظل تقييم المستثمرين لمجموعة من العوامل المتضاربة التي تؤثر على سوق الطاقة. يأتي هذا الاستقرار في أعقاب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا بفرض إجراءات عقابية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا خلال عشرة أيام، مما يثير مخاوف بشأن استقرار الإمدادات.
تذبذب السوق وتأثير الخطاب السياسي
بحلول منتصف اليوم، سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” لشهر سبتمبر انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.24% لتصل إلى 69.83 دولارًا للبرميل. في المقابل، تراجعت العقود الآجلة لمزيج “برنت” العالمي للشهر نفسه بنسبة 0.30%، ليستقر سعر البرميل عند 73.02 دولارًا.
أوضحت كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا”، بريانكا ساشديفا، أن سوق النفط يعيش حالة من الترقب، حيث “تتأرجح العقود ضمن نطاق ضيق، مع عدم قدرة المشترين والبائعين على حشد القناعة اللازمة لرفع الأسعار أو خفضها بشكل حاسم”. وأشارت ساشديفا بشكل خاص إلى اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس لفرض تعريفات جمركية أمريكية جديدة، مما يزيد من حالة عدم اليقين.
معادلة معقدة بين الدعم والضغط
تصف ساشديفا الوضع الحالي بأنه معادلة معقدة تتوازن فيها القوى المؤثرة. فمن جهة، يدعم “خطاب ترامب المتشدد بشأن العقوبات على النفط الروسي علاوات السوق”، مما يميل إلى رفع الأسعار. ومن جهة أخرى، تعمل “قوة الدولار ومؤشرات النمو العالمي الفاترة والزيادة المفاجئة في تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية” على الحد من المكاسب وتضغط على الأسعار نحو الاستقرار أو الانخفاض.
يُظهر هذا التوازن الدقيق أن سوق النفط لا يتأثر بالعوامل الاقتصادية وحدها، بل تتشابك فيه التحولات الجيوسياسية بشكل عميق، مما يجعل التنبؤ باتجاهاته المستقبلية تحديًا مستمرًا.



