Hot eventsأخبارأخبار سريعةعين الحدث الافريقي

عين الحدث الافريقي: “الملك محمد السادس”.. قائد الإنسانية والدبلوماسية القوية يجسد التضامن مع فلسطين ويكرّس ريادة المغرب إقليمياً ودولياً

في أجواء تعبق بالروح الوطنية وتغمرها رمزية البيعة المتجددة، تتواصل عبر ربوع المملكة المغربية احتفالات الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين، في مشهد يستحضر تلاحم العرش والشعب، ويعكس المسار المتوهج لمملكة تجدد عهدها مع التنمية، والوحدة، والتضامن الإنساني.

ومن قلب القصر الملكي بتطوان، ترأس أمير المؤمنين حفل الولاء، الذي يجسد عمق الوفاء المتبادل بين الملك وشعبه، كما ترأس جلالته حفل أداء القسم للضباط المتخرجين من المدارس العسكرية وشبه العسكرية، مانحًا الفوج الجديد اسماً يحمل رمزية سيادية وتاريخية: “السلطان أحمد المنصور الذهبي”، في تأكيد على استمرارية الدولة المغربية في أداء رسالتها الحضارية، الأمنية، والسيادية.

في هذا السياق، احتل حفل الولاء مكانة مركزية في اهتمامات الرأي العام، ليس فقط كمناسبة بروتوكولية، بل كتجسيد فعلي لمتانة اللحمة الوطنية واستمرارية مؤسسة الملكية كركيزة للاستقرار والوحدة.

وفي تجلٍّ بليغ للمسؤولية الإنسانية التي تميز المملكة، أصدر جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، تعليماته السامية لإرسال مساعدات طبية وإنسانية عاجلة إلى سكان قطاع غزة، تأكيدًا لمواقف المغرب الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. وقد ضمت هذه المساعدات نحو 180 طناً من المواد الغذائية، وحليب الأطفال، وأدوية، ومعدات جراحية، وأغطية وخيام، وغيرها من التجهيزات الضرورية.

وقد نوه محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، بهذه المبادرة الملكية، واصفًا إياها بأنها “التفاتة كريمة تنضاف إلى سجل جلالة الملك الحافل بالدعم الثابت للقضية الفلسطينية”، مؤكداً أن هذا الدعم يُجسد التزاماً إنسانياً وتاريخياً للمملكة المغربية، ملكاً وشعباً، بقيم التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني.

أما داخليًا، فقد ازدانت مدن تطوان والمضيق بعروض احتفالية مبهرة، من الطواف بالمشاعل إلى العروض الجوية التي قدمتها فرقة “المسيرة الخضراء”، في لحظة رمزية شدت أنظار المغاربة وزوارهم، وجسدت روح الفخر والانتماء، وأكدت أن المغرب بلد يتقاطع فيه العمق التاريخي بالإبداع العصري.

اقتصاديًا، ورغم التحديات، تستمر المملكة في الحفاظ على دينامية مالية واستثمارية واعدة، حيث أظهرت المؤشرات المرحلية لقانون المالية عجزاً تجاوز 30 مليار درهم عند متم يونيو، ما يستدعي مضاعفة الجهود لإعادة التوازنات الماكرو-اقتصادية. وفي مقابل ذلك، سُجلت دينامية في القطاع البنكي والاستثماري، تعززت بإصدار بنك المغرب لقطعة نقدية تذكارية، وبتقدم ملحوظ في مشاريع الطاقات المتجددة والتخزين بورزازات.

كما حافظت هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة على أدائها الإيجابي، معززة ثقة المستثمرين رغم تقلبات السياق الاقتصادي الدولي، في وقت واصل فيه مجلس المنافسة أدواره في إرساء بيئة نزيهة، من خلال موافقته على تسوية مع منصة رقمية لتوصيل الوجبات، كإشارة على يقظة المؤسسات التقنينية في مواجهة التحولات الرقمية.

دبلوماسيًا، تتقاطع إشادات دولية بشخص جلالة الملك وبمكانة المملكة، من البارونة البريطانية تشابمان إلى السفير الأمريكي الجديد، مرورًا بدبلوماسيين أفارقة وأوروبيين، ممن أكدوا أن المغرب أصبح، بفضل القيادة الملكية، نموذجًا إقليميًا يُحتذى به في الاستقرار والتنمية متعددة الأبعاد.

كما يواصل المغرب توسيع شراكاته جنوباً وشمالاً، حيث شهد الحوار الاستراتيجي مع الأرجنتين دينامية جديدة تعكس رهانات الأطلسي الجنوبي، في وقت تعززت العلاقات مع المملكة المتحدة بدفعات دبلوماسية قوية تؤيد مبادرة الحكم الذاتي وتدعم الوحدة الترابية للمملكة.

أما على صعيد الاستثمار ومناخ الأعمال، فكشف الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، عن تحقيق نسبة تنفيذ بلغت 98% من خارطة الطريق الوطنية لتحسين مناخ الأعمال، مع إيلاء أهمية متزايدة لتحفيز استثمارات مغاربة العالم ضمن رؤية شمولية تستند على الشفافية والنجاعة.

بيئياً، يبرز المغرب كشريك عالمي فاعل في مجال التنمية المستدامة، من خلال شراكات استراتيجية للمكتب الشريف للفوسفاط في البرازيل تروم إعادة تأهيل الأراضي الفلاحية وتوليد أرصدة الكربون، في توافق مع أهداف حماية الكوكب والعدالة المناخية.

وهكذا، تندمج مكونات المشهد الوطني بين تقاليد البيعة المتجددة ومبادرات التضامن الإنساني، وبين الإصلاحات الاقتصادية والانفتاح الدبلوماسي، لتؤكد المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، أنها تسير بثبات في مسار مغرب صاعد، يُلهمه الوفاء، ويقوده الاستبصار، وتكتبه إرادة أمة راسخة السيادة، وواثقة الخطى في الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button