#غزةHot eventsأخبارأخبار سريعةشرق أوسط

إسرائيل أمام اختبار أخلاقي وعسكري حاسم في غزة وسط ضغط داخلي ودولي متصاعد

في ظل استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة، تزداد المؤشرات على تحوّل جذري في المواقف السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، بالتزامن مع تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالفلسطينيين في القطاع، وتنامي الأصوات الدولية المطالِبة بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، لم يُخفِ قلقه من كلفة الحرب السياسية والإنسانية، مشددًا على إمكانية الجمع بين وقف القتال الآن واستعادة الأسرى، تمهيدًا لاستئناف العمليات لاحقًا ولكن دون “قيد الأسرى في غزة”، في إشارة إلى ما تعتبره إسرائيل أكبر عائق أمام الحسم العسكري.

هذا التوجه عززه تصريح غير مسبوق من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، الذي حمل حكومة نتنياهو وأعضاء “كابينت 7 أكتوبر” مسؤولية ما وصفه بـ”التقصير الذي لا يُغتفر وسوء إدارة الحرب”، داعيًا إلى توقيع فوري على صفقة شاملة لتحرير الأسرى، حتى لو كلف الأمر وقفًا دائمًا لإطلاق النار. تصريحات آيزنكوت تعكس حجم الانقسام الداخلي في إسرائيل بشأن جدوى استمرار العمليات مقابل الثمن السياسي والمجتمعي الباهظ.

في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية في غزة تأكيدها على ثبات الموقف. فقد شدد القيادي في حركة حماس، غازي حمد، في سلسلة تصريحات متزامنة، على أن “سلاح المقاومة باقٍ ما دام الاحتلال قائمًا”، واعتبره “رمزًا لكرامة الشعب الفلسطيني”، منتقدًا في ذات الوقت الطروحات التي تتحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح، واصفًا إياها بالمهينة لتضحيات الشعب.

حمد أشار كذلك إلى أن حركته تعتبر الصفقة الشاملة التي تشمل وقف العدوان وضمانات للإعمار ورفع الحصار، الحل الأمثل، في ظل ما وصفه “بتلاعب الاحتلال بالصفقات الجزئية التي تتيح له استئناف الحرب لاحقًا”، مؤكدًا أن حماس قدمت ردًا إيجابيًا للوسطاء لكن الوفد الإسرائيلي انسحب فجأة من المفاوضات.

وعلى الأرض، يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة بوتيرة لا تهدأ، حيث أسفرت عمليات القصف والاستهداف، اليوم، عن ارتقاء عدد من الشهداء في مناطق متفرقة. ففي حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، أسفر استهداف مباشر لسوبر ماركت عن استشهاد عبد الله الهور وواحد من أفراد عائلته. كما سجل سقوط شهيد ومصابين قرب موراج جنوبي خان يونس، وشهيدين جراء استهداف طائرات استطلاع في ذات المنطقة.

وتتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة يوماً بعد يوم، مع تأكيد المقرر الأممي المعني بالفقر أن المجاعة باتت “حقيقية وبلغت حد الكارثة”، مشيرًا إلى أن “مؤسسة غزة الإنسانية” وحدها تسببت في مقتل 1200 فلسطيني من المنتظرين للمساعدات. وقد سُجل، اليوم، استشهاد ثمانية فلسطينيين بنيران الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات قرب زكيم شمال غرب القطاع.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتزايد الضغوط الدولية، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي إلى “إطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط”، مشددًا على ضرورة “نزع سلاح حماس وإقصائها من حكم غزة”، مع إدخال المساعدات بشكل واسع. كما ألغى رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، زيارة كانت مقررة إلى واشنطن، مشيرًا إلى أن تنفيذها مرهون بالتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في موقف يوحي بتراجع الثقة بين الحليفين الأميركي والإسرائيلي حول إدارة المعركة.

التحولات المتسارعة في مواقف الساسة والجنرالات الإسرائيليين، وتنامي الإدانات الحقوقية الدولية، في مقابل صمود المقاومة وتفاقم المأساة الإنسانية، تضع الاحتلال أمام مفترق طرق حاسم: إما الرضوخ لضغوط صفقة شاملة توقف الحرب، أو الاستمرار في نزيف دموي يبدو أنه أصبح لا يُطاق حتى داخل إسرائيل نفسها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button