
بقلم : فتوتة هنون
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون ألعاب القوى المغربية مدرسة لصناعة الأبطال واحتضان المواهب الشابة، تتصاعد اليوم أصوات الاستياء من داخل الميدان، لتكشف عن واقع مرير يختبئ خلف الشعارات اللامعة.
من التماطل الإداري إلى التكبر في التعاطي مع المطالب المشروعة، وصولًا إلى إقفال الأبواب أمام كل من تجرأ على الحديث عن مصلحة الرياضة، تتراكم الشكاوى من داخل الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، حيث باتت أصوات العاملين والممارسين تُواجه بالقمع بكل أساليبه، بدلًا من الإصغاء إليها.

القضية الأبرز تتجلى في ملف حلبة الداخلة، حيث لا يزال انقطاع الماء وهو أبسط مقومات الحياة يُعطّل مرافق الملعب، بما فيها المراحيض والدوشات. نتيجة ذلك، يُحرم شباب وأطفال الجهة من ممارسة رياضتهم في ظروف إنسانية وصحية لائقة. كيف يمكن لمدينة تطل على البحر أن تعجز عن توفير الماء لحلبة رياضية يفترض أن تكون رمزًا للحياة والنشاط؟
الأمر لا يقف هنا. ملف الانخراطات بدوره يرزح تحت الصمت، في ظل تساؤلات واسعة حول آليات التدبير وغياب الشفافية. وبينما يصرّ المدير الإداري والكاتب العام، وهما في العقود الأخيرة من أعمارهم، على الإمساك بزمام الأمور، يزداد شعور الشباب بالتهميش، وكأن الخبرة باتت حجة لإقصاء جيل كامل من الطاقات.
في غياب معدات تدريب كافية وفي ظل شح الموارد الأساسية، يظل أطفال وشباب الداخلة يركضون خلف أحلامهم بأحذية بالية وعلى أرضية جافة، فيما يتسابق المسؤولون نحو المزيد من الصمت والتجاهل.
هكذا، بدل أن تكون ألعاب القوى المغربية منبعًا للأمل، أصبحت في بعض الجهات ساحة لإحباط الطاقات، وتذكير مرّ بأن الأبواب المغلقة قد تعطي أحيانًا ضجيجًا أعلى من الميادين الفارغة.



