أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

ذكرى استرجاع وادي الذهب: وفاء متجدد وبناء متواصل

  • ليلى حبش حاريت

في مثل هذا اليوم من الرابع عشرة غشت من كل سنة، يحيي الشعب المغربي واحدة من أنصع صفحات الكفاح الوطني، ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب سنة 1979، وهو الحدث الذي لم يكن مجرد استرجاع جزء من الأرض، بل كان تجديدًا للعهد بين العرش والشعب، وتأكيدًا على أن الوحدة الترابية للمملكة خط أحمر لا يقبل المساومة.

لقد شكّل هذا اليوم لحظة تاريخية مؤثرة، عندما وفدت وفود علماء وشيوخ وأعيان قبائل وادي الذهب إلى العاصمة الرباط، مجددين البيعة للعرش العلوي المجيد، ومعلنين تشبثهم الراسخ بمغربيتهم، ليُسطَّر بذلك فصل جديد من ملحمة استكمال السيادة الوطنية.

فمثلما شاركت المرأة المغربية في المقاومة والتحرير، كانت حاضرة بقوة في هذه المرحلة المفصلية من التاريخ الوطني. فنساء الصحراء المغربية لم يكنّ فقط حارسات للهوية، بل كنّ سفيرات للثوابت الوطنية، وصوتًا صلبًا في وجه محاولات التشكيك في مغربية الصحراء.

و في ظل المغرب الجديد بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، تتبوأ المرأة المغربية بما فيها نساء الأقاليم الجنوبية – مكانة متقدمة في مختلف مناحي الحياة فمنهن في المجالس المنتخبة؛ وفاعلات في النسيج الاقتصادي والاجتماعي؛ ورائدات في المشاريع التنموية والبيئية؛ ونساء  مبادرات مواطنة فاعلة في تعزيز التماسك المجتمعي.

فمنذ استرجاع وادي الذهب، ومشروع البناء لم يتوقف. فقد تحولت الأقاليم الجنوبية إلى ورش تنموي ضخم يعكس الرؤية الملكية في جعل هذه الربوع قاطرة للتنمية الإفريقية، ونموذجًا في الجهوية المتقدمة من خلال مشاريع البنية التحتية الكبرى كالطريق السريع تزنيت-الداخلة، والموانئ الجديدة، وشبكات الربط الطرقي والكهربائي. وأيضا ميناء الداخلة الأطلسي المرتقب، المناطق اللوجيستيكية، وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية، إضافة إلى الجامعات ومؤسسات التكوين تستقطب شباب المنطقة وتفتح أمامهم آفاقًا أرحب.

كما أن المشاريع الرائدة في الطاقة الشمسية والريحية، تعزز استقلالية الأقاليم الجنوبية وتضعها في قلب التحول الطاقي الوطني. مع دعم المشاريع الاجتماعية، وتمكين المرأة والشباب، وتعزيز الولوج إلى الصحة والخدمات الأساسية.

فالذكرى الـ46 ليست مجرد لحظة احتفال، بل هي استحضار لتضحيات جسام، وفرصة لتجديد الالتزام بـالثوابت الوطنية وعلى رأسها الوحدة الترابية. إنها دعوة لكل مغربي ومغربية، لمواصلة الدفاع عن القضية الوطنية، وتعزيز إشعاع المغرب قارياً ودولياً.

على إثر ذلك تواصل المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ترسيخ النموذج التنموي الجديد في الصحراء، القائم على الكرامة، والعدالة، والابتكار، وتمكين الطاقات الحية، وخاصة النساء والشباب، ليكونوا رافعة للتنمية وشركاء في صون السيادة الوطنية.

 في ذكرى استرجاع وادي الذهب، نكتب مرة أخرى على صفحات التاريخ: “ المغرب في صحرائه… والصحراء في مغربها”، ونعاهد الوطن على أن نظل على درب الوفاء والبناء، نساءً ورجالًا، في خدمة مغرب موحد، متقدم، ومشرق الأفق.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button