Hot eventsأخبارأخبار سريعةعين الحدث الافريقي

المغرب بين التزام متواصل لفلسطين وصعود إقليمي ودولي

في زمن تتقاطع فيه التحديات الإنسانية مع الرهانات التنموية والاقتصادية، يواصل المغرب تثبيت حضوره كقوة وازنة في محيطه الإقليمي والدولي، عبر مبادرات تضامنية وخيارات استراتيجية ترسم ملامح مساره الراسخ. فقد جاءت المبادرة الملكية بإرسال مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة لتؤكد من جديد أن قضية فلسطين ليست مجرد شعار، بل التزام ثابت يعبر عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بخطوات عملية تعكس عمق الارتباط المغربي بهذه القضية. وهو ما أكده مدير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، حين تحدث عن امتداد هذا العهد لأكثر من ألف عام، وعن حكمة جلالته التي مكنت المغرب من إيصال الدعم إلى المستحقين بشكل مباشر وملموس.

وإذا كانت البعد الإنساني يضع المغرب في واجهة القضايا العالمية، فإن الشأن الداخلي لا يقل أهمية، حيث وجهت وزارة الداخلية دعوة عاجلة إلى الولاة والعمال لإعداد برامج تنموية جديدة تستجيب للخصوصيات المحلية، وتعكس روح النموذج التنموي الجديد، بما يضمن تقليص الفوارق وتعزيز العدالة الاجتماعية وحماية الموارد الطبيعية.

على الصعيد الاقتصادي، تتواصل دينامية المالية العمومية بإصدار سندات خزينة جديدة، في وقت كشف فيه بنك المغرب عن بلوغ احتياجات البنوك من السيولة 113 مليار درهم في يوليوز، فيما تجاوز صافي تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة 16 مليار درهم، لترتفع العائدات إلى أكثر من 43 مليار درهم عند متم 2024. وهي مؤشرات تؤكد أن المملكة تمضي قدماً في تعزيز جاذبيتها الاستثمارية، بالتوازي مع تحسن العلاقات مع أوروبا، حيث حصل المغاربة على أزيد من 606 آلاف تأشيرة، منها 284 ألفاً من فرنسا وحدها، مع نسبة رفض لم تتجاوز 20 في المائة.

هذا الزخم انعكس كذلك في القطاع السياحي، حيث واصل المغرب تسجيل أرقام مشجعة، بارتفاع بنسبة 13 في المائة في ليالي المبيت خلال النصف الأول من السنة، مع أداء بارز لمدينة فاس التي سجلت لوحدها زيادة بـ16 في المائة.

وفي موازاة ذلك، يواصل المغرب تعزيز مكانته الروحية والدينية عبر برنامج وطني لتأهيل الأئمة يستفيد منه سنوياً ما يقارب 48 ألف إمام، في إطار خطة ميثاق العلماء التي يشرف عليها المجلس العلمي الأعلى. كما يظل الأمن والاستقرار في صدارة الأولويات، حيث تمكن التعاون المغربي الإسباني من إحباط مخططات إرهابية عبر توقيف عنصرين يشتبه في انتمائهما لتنظيم “داعش” بكتالونيا.

ولأن السلامة الطرقية لا تقل أهمية، بادرت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية إلى اعتماد أجهزة جديدة لمراقبة سرعة الدراجات النارية، مرفوقة بعقوبات وغرامات صارمة، في مسعى للحد من حوادث السير.

وفي بعد استراتيجي أشمل، أكد تقرير دولي أن المغرب يتصدر شمال إفريقيا ويحتل المرتبة الثالثة قارياً ضمن أقوى الدول وأكثرها نفوذاً، مستنداً إلى موقعه الجغرافي وموانئه العملاقة وعلى رأسها طنجة المتوسط، فضلاً عن شبكة اتفاقيات تجارية عززت إشعاعه الاقتصادي.

وفي سياق العمل الإنساني، وضع مؤشر “العطاء والكرم العالمي” المغرب ضمن أكثر الدول كرماً في شمال إفريقيا، بعد أن أظهرت الأرقام أن ثلثي المغاربة قدموا المساعدة للغرباء خلال سنة 2023، وهو ما يعكس تجذر ثقافة التضامن في المجتمع.

أما عملية “مرحبا 2025″، فقد دخلت مرحلة الذروة مع عودة مئات الآلاف من المهاجرين المغاربة، وسط مؤشرات إيجابية تعكس التنظيم المحكم لهذه العملية. وفي المقابل، برزت دينامية جهوية من خلال إطلاق النسخة الثانية من جائزة البحث العلمي بجهة فاس-مكناس، وتنظيم “القرية الذكية للماء” ببوزنيقة لترسيخ وعي بيئي لدى الناشئة.

هكذا، تتكامل صورة المغرب بين العمل الإنساني، والتحول التنموي، والاستقرار الأمني، والتألق الاقتصادي والسياحي، لتشكل لوحة متماسكة تعكس قوة بلد يثبت كل يوم أنه يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button