تصاعد العنف في غزة ومفاوضات الأسرى تراوح مكانها في ظل خلافات إسرائيلية داخلية

يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف على مناطق مختلفة، مع تركيز خاص على أحياء جباليا النزلة والصبرة والزيتون في مدينة غزة. وتشير التقارير الصادرة من وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء منذ فجر اليوم الأحد قد وصل إلى 51 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، و278 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع إجمالي الضحايا إلى أكثر من 62 ألف شهيد و157 ألف إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
استهداف المدنيين ومناشدات عاجلة
تتواصل الانتهاكات ضد المدنيين، حيث أفادت مصادر طبية وشهود عيان باستشهاد عدد من الأشخاص، بينهم أطفال، أثناء انتظارهم للمساعدات الإنسانية في مناطق مثل نتساريم وشارع صلاح الدين ومحيط زيكيم. ووثقت التقارير استهداف منازل سكنية وعمارات، أبرزها في حي الزيتون وجباليا النزلة، مما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، وتعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض، في ظل تدمير أكثر من 1000 بناية سكنية في أحياء الزيتون والصبرة منذ بداية أغسطس. كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد رضيعتين نتيجة سوء التغذية، مما يؤكد تدهور الأوضاع الإنسانية، وهو ما أكدته مديرة اليونيسيف التي أشارت إلى أن 28 طفلاً يموتون يوميًا في غزة.
تضارب المواقف الإسرائيلية بشأن المفاوضات
على الصعيد السياسي، يبدو أن المفاوضات حول صفقة الأسرى تواجه عقبات كبيرة، في ظل تضارب المواقف داخل القيادة الإسرائيلية. فقد أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على المضي قدمًا في عملية عسكرية، وهو ما اعتبرته حماس مماطلة متعمدة. من جانبه، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أن الجيش قد “هيأ الشروط لصفقة تبادل” وأن “هناك صفقة مطروحة على الطاولة ويجب تنفيذها”، محذرًا من أن استمرار العملية العسكرية في غزة قد يعرض حياة الأسرى للخطر. هذا الموقف يتناقض مع تصريحات وزراء في حكومة نتنياهو، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يرفضون أي صفقات ويصرون على مواصلة القتال، بل ويدعون إلى ضم أراضٍ من القطاع وإعادة الاستيطان فيه.
هجوم إسرائيلي على اليمن
في تطور لافت، شنت إسرائيل هجمات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء، في عملية أطلق عليها اسم “نيفي تسيدك” (واحة العدالة). وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية، والقصر الرئاسي، ومخازن وقود ومحطات كهرباء، وذلك ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة. من جهتها، أدانت “أنصار الله” (الحوثيون) هذه الهجمات، واعتبرتها محاولة من إسرائيل لتعويض خسائرها، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها لدعم غزة وستصل إلى أهداف أكبر في عمق إسرائيل.
احتجاجات عالمية ودعوات دولية
على الصعيد الدولي، تتواصل الاحتجاجات في مدن عالمية مثل شيكاغو وأستراليا والدنمارك والسويد للمطالبة بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل ووقف الحرب على غزة. وفي المقابل، طالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات ملزمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، في حين أكد وزير الخارجية المصري على ضرورة استجابة إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار لتجنب تصعيد الأوضاع.



