المصطفى الرميد..استهداف رموز المملكة سقوط أخلاقي كبير

في عالم تتسارع فيه وتيرة الأحداث وتتعدد فيه مصادر المعلومات، تبرز حرية التعبير كقيمة أساسية وحق إنساني لا يمكن الاستغناء عنه. إنها ليست مجرد شعار، بل هي أساس بناء مجتمع حيوي ومتفاعل، يتيح لأفراده التعبير عن آرائهم المختلفة حول الأحداث والسياسات والشخصيات العامة.
إن الحق في الاختلاف في الرأي هو جوهر المجتمعات الديمقراطية. و من الطبيعي أن يكون للناس تقييمات متباينة للأشخاص، وأن تكون لهم وجهات نظر مختلفة حول السياسات. هذا التنوع الفكري هو الذي يثري النقاش العام ويساهم في الوصول إلى حلول أفضل وأكثر شمولية. فكما يقول المثل: “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”.
ومع ذلك، فإن هذا الحق ليس مطلقًا. فهو يأتي مصحوبًا بمسؤولية كبيرة، تتمثل في احترام حدود التعبير. تكمن الخطوط الحمراء في عدم اللجوء إلى الإساءة الوقحة، والتشهير، والافتراء. فبينما يمثل النقد البناء جزءًا أساسيًا من أي نقاش صحي، فإن تحوله إلى إساءة شخصية أو حملة تشويه ممنهجة، يفقده قيمته ويجعله أداة هدامة.
وفي هذا السياق يأتي رد القيادي في العدالة والتنمية والوزير الأسبق المصطفى الرميد عن المغالطات التي تحاك ضد رموز المملكة المغربية، إذ يقول” من حق الجميع ، ان تكون له آراء مختلفة للاحداث والسياسات ، وأن تكون له تقييمات متباينة للاشخاص، ولا أحد من حقه ، ولا بامكانه، أن يفرض حب أحد لأحد…حتى ولو تعلق الأمر بشخص اعتباري من درجة ملك أو أمير..”
إن استخدام التعبير كأداة للإساءة المباشرة، بغض النظر عن الشخص المستهدف، هو سقوط أخلاقي كبير. فليس من حق أحد أن يفرض على الآخرين حب شخص ما، سواء كان ملكًا أو أميرًا أو شخصًا عاديًا، ولكن في الوقت نفسه، ليس من المقبول استخدام لغة مشحونة بالكراهية والقذارة، خاصة عندما تستهدف رموزًا وطنية أو شخصيات اعتبارية.
وفي نفس الاتجاه يقول الرميد”لكن، أن يتخد التعبير منحى موغلا في الاساءة الوقحة المتسخة ، بل المنغمسة في القذارة، فهذا هو البهتان الكبير ، والخسة الفظيعة، والسقوط الى قاع القاع. وهذا ماتقوم به الدعاية السوداء، التي تستهدف المملكة، في شخص الامير مولاي الحسن.”
وفي ظل انتشار حملات الدعاية السوداء على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي غالبًا ما تكون ممولة وموجهة، يصبح وعي الجمهور هو الحصن الأخير. إن قدرة المغاربة على التمييز بين النقد الموضوعي والحملات المضللة هي ما يجعل هذه المحاولات مجرد “فقاعة فارغة”.
ويضيف المصطفى الرميد قائلا:”لاشك أنها دعاية مكشوفة دواعيها، مفضوحة أهدافها، ولا شك أن المغاربة لهم من الوعي والادراك، مايجعلهم على بينة من كل ذلك ، وأكثر منه ، مما يمكن أن يشاع اليوم، وغدا، على أكثر من منبر، ويذاع من قبل أكثر من جهة ،حيث لن يكون ذلك كله إلا زبدا رابيا، وفقاعة فارغة ، وصدق الله تعالى اذ يقول:(ولا يحيق المكر السيء الا باهله، فهل ينظرون الا سنة الاولين، فلن تجد لسنة الله تبديلا،ولن تجد لسنة الله تحويلا).
إن الوعي والإدراك الشعبي هما القوة الحقيقية التي تبدد زيف هذه الحملات وتكشف دوافعها الحقيقية.
و تبقى حرية التعبير حقًا أساسيًا، لكنها يجب أن تمارس بمسؤولية واحترام. فالاختلاف في الرأي هو قيمة، أما الإساءة والتشهير فهما خطيئة أخلاقية وقانونية.



