مرصد مشاد يكشف عن انتهاكات واسعة للدعم السريع بمنطقة جبرة الشيخ

بورتسودان :عثمان الطاهر

كشف مرصد مشاد عن إعدام ميداني لأكثر من 37 رجلاً خارج نطاق القانون من بينهم 8 أطفال لم يبلغوا سن الرشد بواسطة قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزّل في منطقة جبرة الشيخ والقرى المحيطة بمدينة بارا حيث شنت حملة انتقامية اتسمت بالعنف المفرط والوحشية المطلقة، واعتبر ان ذلك انتهاك صارخ للحق في الحياة التي يحميها القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأشارالمرصد في بيان اطلع عليه (الحدث الإفريقي) إلى أنها ارتكبت أعمال نهب واسعة طالت أموال وممتلكات المدنيين إضافة إلى اعتقالات وصفها بالتعسفية طالت عشرات الأشخاص في ظروف تفتقر إلى أبسط الضمانات القانونية فضلاً عن تعرض ثلاث سيدات على الأقل لاعتداءات وحشية تمثل شكلاً واضحاً من العنف الجنسي المصنّف دولياً كسلاح حرب محرّم بموجب القانون الدولي الإنساني.

وقطع ان ما يجري في جبرة الشيخ لا يمكن اعتباره مجرد حوادث معزولة بل يمثل نمطاً ممنهجاً من الانتهاكات الجسيمة التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كما أنه يشكل خرقاً صارخاً للاتفاقيات الدولية الملزمة وعلى رأسها اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية،ورأى إن استمرار الجرائم في ظل صمت المجتمع الدولي يكرس لما اسماه بمناخ الإفلات من العقاب ويقوض مبادئ العدالة الدولية.

ووجه مرصد نداء عاجلاً إلى الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وجميع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية من أجل التحرك الفوري لحماية المدنيين الذين يواجهون خطر الإبادة والتشريد وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لهم بما يشمل الغذاء والدواء والمأوى والدعم النفسي إلى جانب فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف يفضي إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام العدالة الدولية.

وأكد المرصد أن حماية المدنيين في السودان لم تعد مجرد قضية إنسانية بل هي مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره كما جدد التزامه بمواصلة توثيق هذه الانتهاكات وإيصال صوت الضحايا والمستضعفين إلى العالم داعياً كل الجهات المعنية إلى عدم التهاون أو الصمت لأن الصمت في مواجهة هذه الجرائم لا يقل خطورة عن المشاركة فيها.