مذيع فلسطيني يكتشف قصف منزله على الهواء مباشرة

في مشهد مؤثر يعكس المأساة الإنسانية التي يعيشها الصحفيون في قطاع غزة، فوجئ المذيع الفلسطيني صلاح الدين الوحيدي خلال تقديمه نشرة إخبارية على قناة “الغد” بقصف إسرائيل لمنزل عائلته.
كان الوحيدي يتابع تقريرًا مباشرًا عن التطورات الميدانية في غزة، حينما تحدث مراسل القناة عن استهداف “برج السوسي” في منطقة الصناعة بثلاثة صواريخ، في قصف أشبه بأسلوب “الحزام الناري”. وفي لحظة تحولت فيها الشاشة إلى مسرح للألم، أعلن الوحيدي بصوت يملؤه الحزن: “ما أصعبها على الإنسان أن يذيع خبر قصف منزله والذي قضى فيه طفولته.. للأسف الشديد”.
هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون، الذين لا يقتصر دورهم على نقل الأخبار، بل إنهم يعيشون تفاصيلها الأليمة. فالمنزل الذي تحول إلى ركام لم يكن مجرد بناء، بل كان رمزًا لطفولة الوحيدي وذكرياته.
ورغم ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن القصف استهدف مبنى يستخدم من قبل حركة حماس، إلا أن هذه الرواية لم تخفف من وقع الفاجعة. ويُعد استهداف الصحفيين ومنازلهم “جريمة حرب” وفقًا للقانون الدولي، كما أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين.
وتتزايد أعداد الصحفيين الذين يفقدون حياتهم في غزة، حيث أشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى مقتل أكثر من 244 صحفيًا فلسطينيًا منذ أكتوبر 2023. وتصف تقارير هذه الهجمات بأنها استهداف ممنهج للصحافة بهدف “إسكات الحقيقة”.



