يتناول المحلل أندريه سورجانسكي في مقاله أبعاد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن العقوبات على روسيا، مؤكداً أنها لا تهدف فقط إلى الضغط على موسكو، بل إلى إخضاع أوروبا اقتصادياً وجيوسياسياً. ويشير الكاتب إلى أن ترامب يضع شروطاً “غير واقعية” للتحرك الأمريكي الكامل، تهدف إلى دفع الحلفاء الأوروبيين نحو اتخاذ إجراءات مؤلمة اقتصادياً.
شروط ترامب: مقايضة مؤلمة للعقوبات
أعلن ترامب استعداده لفرض عقوبات “صارمة” على روسيا، لكنه ربط ذلك بشرط أساسي: يجب على جميع أعضاء حلف الناتو وقف شراء النفط الروسي بشكل كامل. ووجه ترامب رسالة واضحة للأوروبيين: “إذا أردتم الضغط على روسيا، فعليكم أولًا أن تؤلموا أنفسكم، وعندما أرى أنكم تتألمون، سأجعل روسيا تتألم.” كما دعا دول الحلف إلى فرض رسوم جمركية عالية على الصين، تصل إلى 100%، كوسيلة لقطع التمويل عن “آلة الحرب” الروسية.
تأجيل مقصود ومصالح اقتصادية أمريكية
بحسب صحيفتي “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، يُعتبر هذا الشرط “مناورة لتأجيل العقوبات”، حيث يعلم ترامب ومستشاروه أن بعض أعضاء الناتو مثل تركيا وهنغاريا وسلوفاكيا يعتمدون بشكل كبير على الطاقة الروسية، ولن يتمكنوا من التوقف عن شرائها بسهولة دون التعرض لانهيار اقتصادي.
ويؤكد التحليل أن أهداف ترامب اقتصادية بحتة، فهو يسعى للتخلص من المنافسين الاقتصاديين مثل الصين، وإجبار أوروبا على الاعتماد بشكل أكبر على الغاز والنفط الأمريكيين، إلى جانب شراء الأسلحة. وتظهر الإحصاءات أن واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي قد ارتفعت بنسبة 25% في النصف الأول من عام 2025.
المستقبل: إفلاس اقتصادي أم التخلي عن الحرب؟
يخلص الكاتب إلى أن ترامب، الذي يبدو اهتمامه بالصراع الأوكراني يتراجع لصالح المكاسب الاقتصادية، يضع حلفاءه الأوروبيين أمام خيار صعب: إما أن يتخلوا عن رفاهيتهم الاقتصادية لمواصلة الحرب، وهو ما يصفه الكاتب بـ “طلقة في الرأس”، أو أن ينصاعوا لرغبة ترامب في إنهاء الصراع بسرعة.
