فضيحة..الجنرال الجزائري حداد”ناصر الجن”يفر في قارب الهجرة السرية

فرَّ مدير المخابرات الداخلية الجزائرية الأسبق الجنرال عبد القادر حداد المدعو ناصر الجن عبر قارب سريع خاص بالهجرة السرية نحو السواحل الاسبانية، وفق ما أعلن عنه الاعلامي الجزائري وليد كبير في منصته على الفيس بوك، وأيضا وسائل اعلامية متفرقة.
ويأتي هذا الهروب في سياق التوترات السياسية والأمنية المستمرة في الجزائر، إذ يعتبر هروب الجنرال السابق عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجن”، مدير المخابرات الداخلية السابق، حدثا مثيرا للجدل. و تؤكد مصادر اعلامية متفرقة، أن حداد، الذي كان يُعد شخصية مركزية في أجهزة الأمن الجزائرية، فر عبر قارب سريع مخصص للهجرة السرية باتجاه السواحل الإسبانية. هذا التقرير يستعرض خلفية الحدث، سيرة الشخصية، والتفاصيل المتاحة بناءً على المصادر الإعلامية والتقارير المتداولة.
الجنرال عبد القادر حداد أو “آلة الموت”
عبد القادر حداد، المولود في السبعينيات، هو ضابط عسكري جزائري برتبة جنرال، اشتهر خلال “العشرية السوداء” (التسعينيات) بأدواره في مكافحة الإرهاب. حصل على لقب “ناصر الجن” بسبب دوره البارز في عمليات الاستخبارات والقمع، حيث وُصف بأنه “آلة الموت” أو “الماحي” لارتباطه بإعدامات ميدانية وتعذيب. كان عضوًا في فيلق الموت (CPMI) ومرتبطًا بجهاز الاستخبارات العسكري السابق DRS.
في عام 2019، أُقيل برتبة عقيد وأُحيل إلى التقاعد بعد حملة قادها الفريق أحمد قايد صالح، قائد الأركان السابق. فر حداد حينها إلى إسبانيا، حيث عاش في المنفى لفترة، ويُشاع أنه تزوج سرًا من مغربية هناك. عاد إلى الجزائر في 2021 بدعم من الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش سعيد شنقريحة، وتولى منصب مدير المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) في مايو 2024، خلفًا لمن سبقوه في سلسلة من التغييرات المتسارعة في أجهزة الاستخبارات.
تطورات الإقالة ثم السجن
في 21 مايو 2025، أُعلن عن إقالة حداد من منصبه كمدير لـDGSI، وتعيين الجنرال عبد القادر آيت وعرابي (المعروف بـ”حسان”) خلفًا له. هذا التغيير جاء في سياق صراعات داخلية بين الأجنحة العسكرية، حيث شهدت الجزائر منذ 2020 تصفيات واسعة لأتباع قايد صالح، ثم لمحسوبي الجنرال محمد مدين (توفيق). أُودع حداد السجن في يوليو 2025، بعد أسابيع قليلة من إقالته، كجزء من حملة تطهير طالت عشرات الجنرالات، بما في ذلك رؤساء مخابرات سابقون بأحكام تصل إلى 20 عامًا.
أثار الاستعراض العسكري في نوفمبر 2024 خلافًا بين حداد وشنقريحة، حيث اتهم الأخير حداد بالعمالة لفرنسا والمغرب، مما زاد من التوترات الداخلية. وُصف حداد بأنه “الرجل الثاني في المخابرات”، وارتبط بأساليب قمعية تشمل الاعتقالات القسرية والتصفيات الجسدية.
تفاصيل الهروب
وفقًا لتقارير إعلامية متداولة، يُزعم أن حداد فر من السجن أو من تحت الإشراف الأمني في أغسطس 2025، مستخدمًا قاربًا سريعًا مخصصًا لعمليات الهجرة السرية من السواحل الجزائرية باتجاه إسبانيا. هذا الطريق شائع بين المهاجرين غير الشرعيين، حيث تغطي المسافة قصيرة بين الدولتين، لكنها محفوفة بالمخاطر. لم يتم الإعلان الرسمي عن الهروب من قبل السلطات الجزائرية حتى الآن، لكن مصادر معارضة وإعلامية، أشارت إلى أن حداد، مستفيدًا من شبكاته السابقة في الاستخبارات، نجح في الوصول إلى السواحل الشمالية الجزائرية واستخدام قارب سريع لعبور البحر المتوسط.
يُعتقد أن دافع الهروب يعود إلى مخاوف من محاكمة أو تصفية داخلية، خاصة بعد إيداعه السجن وارتباطه بجرائم سابقة. زسبق أن فر إلى إسبانيا في 2019 عقب حملة قايد صالح، وعاد ليواجه مصيرًا مشابهًا. التقارير تشير إلى أن الهروب حدث في ظروف سرية تامة، مع عدم وجود تأكيدات رسمية من الجانب الإسباني حول وصوله.
هروب”ناصر الجن” ضربة للنظام الجزائري
يُعد هروب “ناصر الجن”، إن ثبت، ضربة للنظام الجزائري، حيث يكشف عن ضعف في أجهزة الأمن رغم قوة الاستخبارات. و يعكس الحدث الصراعات الداخلية المستمرة بين الأجنحة، مع عودة شخصيات مثل “حسان” من السجن إلى المناصب العليا، مما يشير إلى عدم الاستقرار. على الصعيد الدولي، قد يؤثر على العلاقات مع إسبانيا وفرنسا، خاصة مع اتهامات سابقة بالعمالة.



