أخبارالرئيسيةمجتمع

ميزانيات ضخمة و حوادث تقتل رجال الأمن: مأساة محسن صادق تكشف فجوة السلامة الطرقية

خيم الحزن، صباح يوم الاربعاء 24 شتنبر من العام الجاري، على مدينة القنيطرة، بعد أن ودعت أسرة الأمن الوطني الشرطي محسن صادق، أحد عناصر فرقة الدراجين التابعة لشرطة النجدة، الذي فارق الحياة متأثراً بجروح بليغة إثر حادثة سير أثناء أداء واجبه. حادثة مأساوية تعكس بوضوح حجم المخاطر التي يواجهها رجال الأمن يومياً، لكنها في الوقت نفسه تكشف عن فجوة كبيرة بين الميزانيات الضخمة للسلامة الطرقية وواقع الطرق المغربية.

الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تبذل جهوداً كبيرة في التوعية والتحسيس، بميزانيات معتبرة تغطي حملات إعلانية، برامج مدرسية، وورشات تدريبية. إلا أن واقع الطرق، المليء بالحوادث اليومية، يظهر أن الرسائل لم تصل بعد إلى السلوك العملي للسائقين والمواطنين.

يؤكد خبراء المرور أن المشكلة ليست فقط في البنية التحتية أو في الإجراءات القانونية، بل في غياب ثقافة مرورية راسخة. التحسيس الموسمي والإعلانات المبهرة لا تكفي لبناء وعي يومي ومستدام، خصوصاً عندما يواجه رجال الأمن تهور السائقين باستمرار.

صورة مصغرة عن أزمة أوفاة الشرطي محسن صادق أثناء أداء الواجب ليست حادثة معزولة، بل صورة مصغرة عن المخاطر التي تواجه عناصر الأمن والمواطنين على حد سواء. إن استمرار هذه الحوادث يطرح تساؤلات جدية حول فعالية السياسات الحالية، وعلى الأخص حول قدرة الوكالة على تحويل الميزانيات الضخمة إلى واقع ملموس على الطريق.

بين شعارات رسمية وبرامج إعلامية، وبين الدماء التي تُسفك على الطرق كل يوم، تبقى الفجوة واضحة: التحسيس وحده لا يكفي، والنزيف مستمر ما لم تتغير المقاربة من مجرد إعلام وترويج إلى استراتيجية عملية وواقعية.
رحم الله الشرطي محسن صادق، وجعل من مأساة حياته ودافعاً لمراجعة حقيقية لأساليب السلامة الطرقية في المغرب.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button