بنك أوروبي عملاق يطرق أبواب المغرب

كشف عبد اللطيف الجواهري،والي بنك المغرب أن شركة “ريڤولت” (Revolut) البريطانية العملاقة في مجال التكنولوجيا المالية أبدت اهتماما رسميا بدخول السوق المغربية،وذلك عقب اجتماع عقدته مع إدارة بنك المغرب في يونيو الماضي حيث من المنتظر أن يقوم مجلس إدارتها بزيارة إلى الرباط خلال شهر أكتوبر المقبل لعرض مشاريعها الاستثمارية.
معايير صارمة من البنك المركزي
أكد الجواهري أن منح أي ترخيص مصرفي جديد يخضع لمعايير دقيقة تشمل:
– قوة المشروع الصناعي وجدواه
– القيمة المضافة المتوقعة للاقتصاد الوطني
– التزام المؤسسة بالاستقرار المالي
– احترام معايير مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
وشدد على أن البنك المركزي لن يسمح بدخول أي فاعل قد يهدد استقرار المنظومة المصرفية المغربية مبرزا أن “ريڤولت” حصلت في بعض الدول على تراخيص محدودة تقتصر على أنشطة معينة وهو ما قد يطبق في المغرب بما يتناسب مع خصوصيات السوق المحلية.
“ريڤولت”.. رائد أوروبي في البنوك الرقمية
تأسست “ريڤولت” سنة 2014 في لندن وتطورت بسرعة لتصبح أول بنك رقمي أوروبي يقدم خدمات مصرفية واستثمارية وتأمينية بشكل كامل عبر تطبيق ذكي وسهل الاستخدام.
و تضم الشركة اليوم أزيد من 60 مليون مستخدم في أكثر من 35 دولة.
كما تقدم خدمات متنوعة تشمل الحسابات البنكية الرقميةو تحويل الأموال عبر العالم،التداول في العملات الرقمية وحلول التأمين والاستثمار.
وتعتبر حاليا الفاعل الرقمي الأبرز في القارة الأوروبية وواحدة من أسرع الشركات نموا في قطاع التكنولوجيا المالية عالميا.
المغرب.. بوابة للرقمنة المالية
يرى خبراء أن اهتمام “ريڤولت” بالسوق المغربية يعكس الدينامية الكبيرة التي يعرفها قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech) في المملكة
وموقع المغرب كجسر بين أوروبا وإفريقيا،رغبة المملكة في تعزيز الشمول المالي وتطوير خدمات مصرفية حديثة تتماشى مع تطلعات الشباب والفاعلين الاقتصاديين.
وقد يمثل دخول هذا الفاعل العالمي نقطة تحول كبيرة في رقمنة المعاملات المالية ،تشجيع الاستثمار الأجنبي، وتوسيع قاعدة الخدمات البنكية الرقمية بما يفتح المجال أمام ثورة حقيقية في القطاع المالي المغربي
تأثير مرتقب على البنوك التقليدية
يتوقع خبراء أن دخول بنك رقمي عالمي مثل “ريڤولت” إلى المغرب سيشكل تحديا مباشرا للبنوك التقليدية،لعدة أسباب:
– الخدمات السريعة والمنخفضة التكلفة التي توفرها البنوك الرقمية مقارنة بالرسوم المرتفعة نسبيا في البنوك الكلاسيكية.
– الابتكار التكنولوجي عبر تطبيقات ذكية وواجهات سهلة الاستخدام،ما يجذب فئة الشباب والمهنيين الذين يبحثون عن حلول رقمية فورية.
– المرونة في فتح الحسابات وتحويل الأموال وإجراء الاستثمارات بشكل فوري دون الحاجة للتنقل إلى الوكالات البنكية.
لكن في المقابل قد يشكل هذا الدخول فرصة للبنوك المغربية من أجل تسريع برامجها للتحول الرقمي.وتطوير شراكات مع شركات التكنولوجيا المالية لتوسيع قاعدة زبنائها.مع تحسين تجربة العملاء وتقديم عروض تنافسية أكثر جاذبية.
ويرى محللون أن المنافسة الجديدة ستدفع النظام البنكي المغربي إلى الدخول في مرحلة تجديد عميق يكون المستفيد الأكبر منها هو المستهلك المغربي الذي سيحظى بخدمات أسرع،أكثر شفافية وأقل تكلفة.



