إعصار “ميليسا” ناقوس خطر.. خبراء يحذرون من أعاصير مستقبلية “أقوى وأكثر كارثية” بسبب تغير المناخ

في الوقت الذي تترقب فيه أمريكا الشمالية تداعيات إعصار “ميليسا”، الذي صُنِّف كـ الأقوى في تاريخ جامايكا متجاوزاً إعصار “كاترينا” المدمر، حذر خبراء المناخ من أن تزايد شدة هذه الظواهر الجوية أصبح أمراً “متوقعاً” في ظل استمرار التغير المناخي.
أكد فلاديمير تشوبروف، المدير التنفيذي لمشروع “الأرض للجميع” الروسي، أن تزايد قوة الأعاصير في المحيط الأطلسي قبالة سواحل أمريكا الشمالية هو نتيجة مباشرة لارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات.
ارتفاع في العدد والقوة
أوضح تشوبروف في تصريح لوكالة “تاس” الروسية أن علماء وخبراء المناخ، بمن فيهم خبراء الأمم المتحدة، يشيرون إلى أن حوادث مثل “ميليسا” تمثل كوارث متوقعة. وأضاف:
“عدد ونطاق الظواهر الخطيرة مثل الأعاصير والتسونامي سيرتفع في المستقبل، وستزداد قوتها أيضاً.”
إعصار “ميليسا” نفسه تحول إلى إعصار من الفئة الخامسة، مدفوعاً بارتفاع غير مسبوق في حرارة مياه البحر الكاريبي، بالإضافة إلى سيره بسرعة بطيئة لا تتجاوز سرعة المشي، ما يضاعف من تأثيره التدميري المحتمل. وقد اضطرت وزارة الحرب الأمريكية إلى إجلاء نحو ألف شخص من موظفيها وعائلاتهم من قاعدة غوانتانامو البحرية تحسباً لوصوله.
ضرورة التحول نحو “الطاقة منخفضة الكربون”
شدد تشوبروف على أن ارتفاع منسوب المحيط العالمي يزيد من كارثية الأعاصير عبر زيادة ارتفاع الأمواج التي تجرف السواحل. ودعا إلى ضرورة الانتقال الجذري إلى الطاقة منخفضة الكربون بدلاً من الاكتفاء بمحاولات التكيف مع الأعاصير.
واستشهد بخطورة التوقعات المتعلقة بارتفاع مستوى المحيط بحلول عام 2100، والذي قد يتراوح ما بين 26 سم ومتر واحد. وأشار إلى أن هذا التباين الكبير في التوقعات يثبت أهمية خفض الانبعاثات للحد من السيناريوهات الأكثر كارثية.
وبهذه التحذيرات، يُرسل إعصار “ميليسا” رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة مضاعفة الجهود لمواجهة التغير المناخي قبل أن تتجاوز الأعاصير المستقبلية قدرة البشرية على التكيف.



