Hot eventsأخبارثقافة و فنمجتمع

وتكتّلتِ الكلمات …

وتكتّلتِ الكلمات …

وتكتّلتِ الكلمات في مهبِّ الشُّهُب،
تسأل:
أهي نهايةُ زمنِ الرقص؟
أهو وقرٌ في الآذان أو ثقبٌ؟
أم بدايةُ المشي على الجمر،
وموعدُ الزحف إلى الزبى،
واستنشافُ الغبار من تحت الأنقاض،
وشوْص العيون في غمرة التشظّي والرماد…

وتسلّلت أخرى من ذخائر القواميس،
تفشي أسرارَ الغدر،
تُحصي وجوهَ الغطرسة،
وتنقّب في أسباب العجرفة،
وتفضح تداعياتِ الغرور…

وفي عز الليل غَزَت الضواري وعادت على أعقابها،
والأوابدُ إلى عرائنها،
والكواسرُ إلى قفرها،
وتفرّد كل مفترسٍ بطريدته …

وانتفَضت كلماتٌ تثور على أسْر المراجع،
تحرق الأوهام،
تجرف الجهل،
تهدم الذلّ،
وتنعي سوءَ التقدير…

ولم يبقَ قائمًا
إلا كلامُ الحِداد.

تبعثرت صِيَغُ السلام،
وتناثرت تعابيرُ الحب،
واختفت الألوان في لونٍ واحد.

تزاحمت ذكريات القوافي،
تداخلت البحور،
تقاطعت البلاغة بالبيان،
نُبِذ التقديم والتّاخير،
أُقصِي المجاز،
خسفت الكِناية في صلب الأشطر،
تعطلت الإستعارة،
وعمَّ الجِناس فأظلمت المعاني،
ولم يُفِد الطِّباق في فك الألغاز،
وعجزت التورية على رفع الإبهام …

أمطرت السماء شظايا حروف،
وبقايا أقلام،
وردمَ أصوات خاشعة،
وأشباحَ تسابيح،
وأطلالَ ترثيل متكسّرٍ،
وآثار بكاء على أحبة تنكّروا للذكرى …

ونسيتُ أنني كنتُ يومًا
أحبُّ الكلمات،
ورائحة الحبر.

عبداللطيف زكي
الرباط، في 23 يونيو 2025

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button