مسؤولة أممية تدعو إلى إشراك الشباب الإفريقي كقادة لتحقيق التنمية المستدامة

أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، اليوم الأحد في مراكش، على الدور المحوري للشباب الإفريقي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واصفة إياهم بالقوة الدافعة للتقدم في القارة.
جاء ذلك خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، المنعقد في مراكش في الفترة من 1 إلى 3 يونيو الجاري. ودعت المسؤولة الأممية إلى “النظر إلى الشباب ليس فقط كمستفيدين، بل كقادة ومبتكرين وشركاء أساسيين في مسار التحول، جنبًا إلى جنب مع باقي الأطراف الفاعلة، لإحداث تغيير مستدام”.
وشددت أمينة محمد على أن العام الحالي يمثل “لحظة مفصلية” في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مؤكدة على ضرورة إحداث المؤسسات الإفريقية لتغيير حقيقي خلال السنوات الخمس المقبلة للوفاء بالتزاماتها الأممية.
كما دعت إلى تكثيف الجهود لحماية الفئات الأكثر هشاشة، وعلى رأسها النساء والأطفال، مشيرة إلى أن “العدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الجنسين يشكلان حجر الزاوية لأي مسار تنموي متوازن ومنصف”. وأكدت أن نجاح القارة الإفريقية ينبع من داخلها، من خلال استغلال الفرص المتاحة مثل تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف)، وتعزيز الوصول إلى الأسواق، والاستغلال الأمثل للموارد، والنهوض بالاستثمارات.
وعبرت المسؤولة الأممية عن “التزام الأمم المتحدة بالعمل مع الاتحاد الإفريقي لتعبئة الموارد اللازمة، ودعم السلام، وتحقيق المساواة، سعيًا نحو مستقبل أفضل لجميع الشعوب الإفريقية”.
من جهته، لفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن التقرير الأخير لتنزيل أجندة 2063 يظهر تباطؤًا في بعض المؤشرات رغم التقدم المحرز. وأوضح أن القارة واجهت خلال السنوات الخمس الماضية تحديين كبيرين هما جائحة كوفيد-19 وانقطاع الدعم الدولي، مما أثر سلبًا على الخدمات الصحية لملايين الأشخاص.
وتناول أدهانوم غيبريسوس تداعيات انخفاض المساعدات الدولية على النظم الصحية في إفريقيا، مشيرًا إلى إغلاق المستشفيات وتسريح العاملين وحرمان المرضى من العلاج، ودعا الدول الإفريقية إلى اعتبار هذه الأزمات فرصة لتجاوز الاعتماد على المساعدات وتحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام. وأشار إلى دعم منظمة الصحة العالمية لهذا التحول من خلال أدوات مثل رسوم التبغ والكحول، والشراء المجمع، والتأمين الصحي العمومي، ومكافحة الفساد والتجارة غير المشروعة.
ويشهد ملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة” في دورته لعام 2025، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة شخصيات بارزة لمناقشة موضوع تمويل التنمية في إفريقيا. ويهدف هذا الحدث السنوي، الذي تنظمه مؤسسة “محمد إبراهيم”، إلى تسليط الضوء على دور موارد إفريقيا في تسريع التنمية وتعزيز مكانة القارة في الاقتصاد العالمي الجديد.



