الصين: التأمين على الرعاية طويلة الأجل يقلل التكاليف على المرضى ذوي الاحتياجات العالية

كشفت دراسة حديثة أجرتها كينغز كوليدج لندن أن برنامج التأمين على الرعاية طويلة الأجل (LTCI) في الصين يساهم بشكل كبير في تقليل العبء المالي لتكاليف الرعاية الصحية على كبار السن الذين يعانون من قيود معرفية وجسدية. تُعد هذه النتائج مبشرة في مواجهة التحديات المتزايدة للشيخوخة السكانية وتكاليف الرعاية المتضخمة.
تُعتبر الورقة البحثية، المنشورة في “المجلة الأوروبية للشيخوخة” في يونيو 2025، من أوائل الدراسات التي تؤكد قدرة برنامج تأميني على تقليل مخاطر الشيخوخة السكانية السريعة، والنفقات الباهظة من الجيب، والتضخم الطبي المتزايد. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن هذا التأثير الإيجابي يتحقق فقط إذا كانت معايير الأهلية شاملة ومعدلات التعويض كافية.
صرح تشنغشو لونغ، طالب الدكتوراه في كينغز كوليدج والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن “المقاييس التقليدية تقلل من تقدير العبء المالي الحقيقي الذي يواجهه كبار السن ذوو الإعاقة. تظهر دراستنا أن التأمين على الرعاية طويلة الأجل يمكن أن يوفر حماية ذات مغزى، خاصة لأولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي شديد أو أمراض مزمنة.”
وأضاف الدكتور وي يانغ، المؤلف المشارك: “لهذا البحث أهمية عالمية. فالدول في جميع أنحاء الجنوب العالمي تواجه تحديات الشيخوخة السكانية وتزايد احتياجات الرعاية. وتجربة الصين تقدم دروسًا قيمة.”
وحللت الدراسة بيانات من المسح الطولي للصحة والتقاعد في الصين للفترة من 2011 إلى 2018، وركزت على 9,312 فردًا تتجاوز أعمارهم 60 عامًا ويعانون من قيود معرفية أو جسدية.
قدمت الدراسة مفهومًا جديدًا هو “النفقات الكارثية للرعاية الصحية والرعاية طويلة الأجل (CHLTCE)”، وهو مقياس شامل يضم ليس فقط تكاليف الرعاية الصحية، بل أيضًا نفقات الرعاية الرسمية وغير الرسمية طويلة الأجل. وجدت الدراسة أن تكاليف الرعاية غير الرسمية، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها، تشكل جزءًا كبيرًا من الضغط المالي على الأسر.
أظهرت النتائج أن التغطية التأمينية طويلة الأجل أدت إلى تقليل خطر النفقات الكارثية بنسبة تصل إلى 18% عند العتبات العالية. وكان التأثير الوقائي أقوى بشكل ملحوظ للأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي شديد وأولئك الذين لديهم قيود جسدية وأمراض مزمنة.
على الرغم من النتائج الإيجابية، كان تأثير البرنامج محدودًا على أولئك الذين يعانون من ضعف خفيف أو بدون أمراض مزمنة. في هذا الصدد، شددت أستاذة علم الشيخوخة الدكتورة كارين غلاسر على أن الدراسة تسلط الضوء على حاجة صانعي السياسات إلى توسيع أهلية التأمين على الرعاية طويلة الأجل ليشمل الأفراد الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
وأضافت: “يجب عليهم أيضًا النظر في تعديل المزايا لتعكس احتياجات الرعاية المعقدة، وليس فقط الإعاقة الجسدية. كما نوصي بزيادة معدلات التعويض لتوفير حماية مالية أكثر شمولًا للفئات الضعيفة من السكان.”



