
بقلم .القبطان عبد الله دكدوك
في وقتٍ اختار فيه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن يوجّه خطابًا راقيًا، بنّاءً، ومتزنًا بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد، تابعنا جميعًا كيف تحوّلت رسائل هذا الخطاب الهادئ، التي حملت مشاعر ودّ صادقة تجاه الشعب الجزائري الشقيق، إلى مادة للتحوير والتغليط، من طرف من اعتادوا الإبحار في الضباب، واستغلال كل دعوة إيجابية لتأجيج العداء، وتغذية التوتر.
نقولها بوضوح: لسنا في حاجة إلى التنظير ولا المزايدة. نحن شعب واقع، لا مواقع. فينا من يؤيد، وفينا من يعارض، وفينا من يختار التوازن بين المواقف. نختلف أحيانًا في الآراء، نعم، لكننا لا نختلف في جوهر القضية: المغرب وطن واحد، لا يتجزأ، والصحراء جزء منه، وستبقى كذلك إلى الأبد.
ولأننا أبناء هذا الوطن، فإن اختلافنا هو عنصر غنى لا تهديد، وتنوعنا في الرأي لا يفسد انتماءنا العميق لأمتنا، وارتباطنا المقدس بثوابتنا، وفي مقدمتها البيعة والوفاء لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
نحن لا نُكافئ الخطاب العدائي بمثله، ولا نحترف التكالب على سيادة الشعوب كما يفعل غيرنا. بل نُقدّم الدروس بمواقفنا، بسلوكنا، بوفائنا لحقائق التاريخ والجغرافيا، لا بالتحايل عليها.أما من ظن أن المغرب يضعف حين يمدّ يده، فليقرأ التاريخ من جديد.
اليد البيضاء لا تُمد إلا من موقع قوة، وثقة، وسيادة تامة على الأرض، وعلى القرار.ختامًا، نقولها من دون تهويل: المغرب لا يتوسل الاعتراف، لأن شرعيته راسخة. والمغرب لا يهاب التحريف، لأن الحقيقة ناصعة. ومن أراد أن يختبر تماسكنا، فليعلم أن وحدتنا لا تهتز، وأننا، رغم اختلافنا، نلتف صفًّا واحدًا عندما يُذكر اسم الوطن.



