تصاعد غير مسبوق في المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية وغارات على غزة
شهدت المنطقة اليوم تصعيدًا خطيرًا، تمثل في تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل، مصحوباً بتداعيات أمنية وإنسانية واسعة، خصوصاً في قطاع غزة.
– صواريخ إيرانية تضرب عمق إسرائيل: في ساعات الصباح الباكر، سُمع دوي انفجارات وسط إسرائيل، وأفاد شهود عيان بسقوط صواريخ إيرانية في “غوش دان” دون تمكن الدفاعات الجوية من اعتراضها. كما سقط صاروخ آخر بالمنطقة الصناعية في أسدود، واندلعت حرائق في منطقة صفد. وقد أعلنت وكالة أنباء فارس عن مصدر بأن إيران استخدمت في هذه الهجمات صواريخ باليستية من طراز “خيبرشكن” و”عماد” و”قدر” و”فتاح 1″، كما أعلن الحرس الثوري الإيراني لاحقاً عن استخدام صاروخ “خيبر” الباليستي متعدد الرؤوس لأول مرة.
– اتهامات متبادلة وتداعيات إقليمية: في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية باستهداف مبنى تابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون في هجوم إسرائيلي على طهران، مما أدى إلى انقطاع بث قناة “خبر” الإيرانية. كما تحدثت عن استهداف مقار للحرس الثوري في ري وكرج بالعاصمة طهران. وادعى الجيش الإسرائيلي أنه هاجم الطريق المؤدي إلى المنشأة النووية في فوردو، مؤكداً مواصلة تكثيف ضرباته للقدرات العسكرية للنظام الإيراني. من جانبها، أعلنت السلطات الإيرانية إلقاء القبض على جاسوس يعمل لصالح إسرائيل يحمل جنسية أوروبية في همدان، بينما أوقف الأمن الإسرائيلي شابًا في تل أبيب بشبهة تنفيذ مهام لصالح جهة إيرانية. وشددت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وغروسي سيتحملون مسؤولية مقتل الأبرياء في إيران. وفي تصريح لافت، اعتبر مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش دعوة وزير المالية الإسرائيلي دول الخليج لتمويل الحرب على إيران “وقاحة”.
تتزامن هذه التطورات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة، حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية بشكل مأساوي.
– ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى المدنيين: أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 39 شخصاً وإصابة 317 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55,998 شهيداً و131,559 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. وقد شهد اليوم قصفاً مدفعياً إسرائيلياً على مناطق السطر الغربي وشمال خان يونس، وقصفاً لخيام النازحين قرب مسجد الهداية في مواصي القرارة، مما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين. كما استهدفت غارات عنيفة معسكر جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع. ووثقت مصادر طبية استشهاد 29 شخصاً في أنحاء القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 13 من منتظري المساعدات.
– انقطاع الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة: يشهد القطاع انقطاعاً في الإنترنت بمناطق واسعة في مواصي خانيونس. وقد أعلن مجمع ناصر الطبي عن عدم تواصل أي جهة مع إدارته بخصوص إخلاء المستشفى، لكن تم إبلاغ المؤسسات الأجنبية بعدم تحرك الطواقم الطبية خارج سور المجمع. وتفصيلاً للأزمة الإنسانية، أشار نائب مدير الغرفة التجارية في غزة، مروان محيسن، إلى أن إجمالي ما دخل القطاع من بضائع خلال 40 يوماً يعادل ما كان يدخل خلال يومين قبل العدوان، وأن القطاع الخاص لم يدخله سوى 30 شاحنة تحت غطاء المساعدات الإنسانية. وأكد أن حليب الأطفال وحفاظاتهم أصبحت شبه معدومة وبأسعار باهظة.
– موقف دولي متباين تجاه التصعيد: في تعليق على الوضع، حذر الرئيس الروسي بوتين من أن الصراع في الشرق الأوسط يدفع العالم إلى حافة خطيرة جداً، مؤكداً أن دعم روسيا لإيران سيعتمد على احتياجات طهران. بينما أكد الأمين العام لالناتو أن الدول الأعضاء متفقة على ضرورة عدم امتلاك إيران السلاح النووي، معلناً عن خطة لزيادة القدرة الدفاعية الجوية للحلف لمواجهة التهديدات. من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. وفي الأثناء، علقت شركة طيران إير فرانس رحلاتها إلى تل أبيب حتى 14 يوليو، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار.
